اخر الاخبار

رغم مضي أكثر من سنة على التغيير والقضاء على النظام الدكتاتوري البائد إلا أننا لم نقدر على استبدال القيادات التقليدية (المتعفنة) وخاصة في المجال الرياضي والتي سادت وتسيدت في المرحلة السابقة، لذا وجدنا أن من تسيدوا وقادوا في المرحلة الجديدة ما بعد التغيير هم نتاج طبيعي للمرحلة السابقة بكل تفاصيلها. وهنا تكرس التخلف والفشل وأصبح ظاهرة طبيعية خاصة بعد انتشار الفساد المالي والإداري في عموم الإدارات الرياضية. عليه أطالب وأقول إن المرحلة الحالية وخاصة بعد تكرار الفشل والاخفاقات في مختلف السباقات والألعاب الرياضية والدورات العربية والآسيوية وعلى كل المستويات إلى قيادات رياضية باسلة وشجاعة ووطنية تحترم المال العام وتمتلك المواقف المبدئية الصحيحة ولها خبرات عالية في المجال الرياضي والشبابي. أما أن نسعى لتواجد البعض من النماذج القيادية التي تتشبه بالماضي وتعيش على أمجاده وتنفذ السياسات التي يطلبها النظام وبهذا نكرس نماذج الأمس وتضيع الرياضة وهذا ما حصل اليوم. لهذا أقول لأحبتي العاملين في القطاع الرياضي وعموم مؤسساته أن لا يترددوا في فضح الأخطاء والعيوب والنواقص التي تعيشها الرياضة اليوم، حيث انتشرت في الرياضة ومؤسساتها الموالاة الحزبية والطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية وتقدم صفوفها أمثال هؤلاء وصاروا يقودون مفاصلها ودوائرها الحساسة والمهمة. وبذلك فقدت الرياضة حماسها وقدرتها على الاستقطاب الجماهيري وتأثيرها في الأوساط الشعبية والمحبة لها. إن المطلوب اليوم هم القيادات الرياضية الشابة والشجاعة وغير المترددة والقادرة على التجديد لغرض تولي مواقع القيادة في المؤسسات الرياضية المتنوعة بعيداً عن الولاءات والموافقات المسبقة والرضا والاستحسان، لان الرياضة ميدان رحب ومكشوف وسهل الاختراق ولا مكان فيه لضعيفي الإمكانيات والمترددين والفاشلين والجهلة، وان القدرات على النجاح مفتوحة للكفاءات والامكانيات الواضحة والقدرات الواثقة من نفسها. إن الواقع الحالي في الرياضة هو سطوة الفاشلين وغير الاكفاء والبعض من الفاسدين على المؤسسات الرياضية، لان شبح الماضي وتكتلاته (وشلله) استمرت بالتواصل على الواقع الرياضي بكل تفاصيله. ومن خلال ذلك يتعذر على الكفاءات الرياضية الوصول إلى المواقع الحساسة والمهمة في المؤسسة الرياضة لأنه خاص لفلان ومحجوز لعلان، وان البعض يحجز المكان للجهة الفلانية وذاك يريده للطائفة الفلانية او القومية الفلانية، وهنا تحصل الكارثة بالقطاع الرياضي لأن هذا او ذاك لا يستحق المكان في القطاع الرياضي المدعوم، مما يسبب فشل المكان والمنصب في أداء واجبه المقرر.

بعد هذا الاستعراض الحقيقي والواقعي أجد أن كل المحاولات وفي المجالات الإبداعية مطلوب فيها الكفاءات المبدعة والقابليات والمواهب الجيدة ولا مكان (للواسطة) وللاستحسان، لان تحديد هذا أو ذاك دون كفاءة سيؤدي إلى الفشل وعدم القدرة على النجاح في أداء المهام الموكلة لمثل هؤلاء. وهنا نقول لأحبتنا العاملين في المؤسسات الرياضية أن يكونوا بكامل الأهلية والاستعداد لمناقشة هذا المسؤول او ذاك في طبيعة العمل والقرارات المتخذة بشأنها لأن الجميع مسؤولون مسؤولية تضامنية وهم يتحملون كل النتائج والاخطاء. وهذا ما يتطلب الموقف الشجاع والمبدئي والحريص على النتائج وعلى الألعاب. والرياضة في طبيعتها ارقام وارتفاعات ومسافات، فالرياضي الذي لا يتمكن من تحقيق (الأسرع والاعلى. والابعد) لا مكان له في الساحة الرياضية. وهنا نقول للعاملين في المؤسسات الرياضية عليكم بالمناقشة والسؤال والاستفسار عن أي نقطة او فكرة تخص عملكم ونشاطكم الرياضي ومعرفة ذلك لأنه سيحقق النجاح والتوفيق لكم والتألق في عملكم، اما السكوت وعدم المذاكرة والمناقشة فانه يعكس رضاكم وقبولكم وتكرار اخطائكم. وهذا ما عانيناه في القطاع الرياضي العراقي طيلة العشرين سنة المنصرمة وما سبقها من عقود النظام البائد. وما حصل في الدورة العربية من نتائج دليل ساطع على ذلك وهذا ما تأكد ثانية في الدورة الآسيوية في الصين من اخفاق وفشل ما هو إلا التأكيد على الإخفاقات المتواصلة. فلهذا نؤكد على أهمية وضرورة دراسة هذا الحال واتخاذ القرارات المناسبة لذلك. فالرياضة العراقية (تحتضر) وقياداتها فاشلة وغير قادرة على اصلاح حالها ويتوجب الامر ان تتدخل الجهات الرسمية وان تسعى لإيجاد الحل المناسب.. ولنا عودة.

عرض مقالات: