اخر الاخبار

لا يستغرب المرء إذ يسمع رؤساء دول او مسؤولين في الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وسواها، وهم يعلنون انحيازهم الى الغطرسة الصهيونية ومواقف حكام إسرائيل المتطرفين والعنصريين .

مواقف هذه الدول عموما كانت دائما مثل اليوم. فهم صمتوا صمت القبور على جرائم المتطرفين والمستوطنين الصهاينة ، وصمّوا اذانهم عن سماع صراخ الأطفال والنساء ، وغضوا النظر عن القتل الذي تمارسه الة القمع الصهيونية ، ودفنوا روؤسهم  في الرمال عندما كان المستوطنون يجتاحون الأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية .

هذه الدول وغيرها، بمواقفها المعلنة من هستيريا الانتقام الذي تمارسه إسرائيل اليوم، وتبرير ذلك بادعاء “الدفاع عن النفس” هي داعم ومشارك في الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة، وما يتعرض له الان من حصار ظالم منع عنه الماء والغذاء والكهرباء ، ومن تهجير قسري .

وللمحاججة نقول انه اذا كان لإسرائيل، كما يدّعون، الحق في الدفاع عن أمنها وفي حماية شعبها، فلماذا لا يحق للفلسطينيين الذين يتعرضون الى التقتيل منذ اكثر من ٧٥ عاما، الدفاع عن انفسهم وانتزاع حقوقهم واولها الحق في الحياة والوجود؟

انها حقا، كانت وما زالت  مواقف ذات وجهين، مواقف مرائية وكاذبة. والانكى ان مثل هذه الدول هي من يرتجى منها رعاية مسيرة السلام والتفاوض بين الطرفين، التي لم تحقق الا المزيد من قضم الأرض الفلسطينية، والمزيد من المستوطنات، وتصاعد في اعداد القتلى الفلسطينين، وانتهاك ابسط حقوق الانسان الفلسطيني .

أي ظلم وعسف والكيل بمكيالين هذا، الذي يذهب ضحيته الشعب الفلسطيني، فيما انغلقت دول عربية على مصالحها الذاتية فقط، تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهذا ما يمنحه المزيد من الجرعات ويرفع شهيته المفتوحة دوما الى القتل، والتنكر لابسط مفاهيم وحقوق الانسان . فهل سمع هؤلاء الحكام المهرولون ان وزير الدفاع الإسرائيلي الفاشي يطلق لقب “حيوانات” على من يضحي بحياته كي تظل حقوق شعبه شاخصة ولا يطويها النسيان ، كما يريد ويتمنى البعض؟

واللوم والعتب ليس على تلك  الدول، بل ان اللوم الشديد يقع قبل كل شيءعلى عاتق  الحكام المطبّعين والراقصين على الانغام الامريكية – الإسرائيلية. فهم، مهما كانت التبريرات، قد خذلوا الشعب الفلسطيني مرات ومرات، بل هم من الأسباب المهمة لاستمرار مآسيه ونكبته .

وللأسف يبدو ان البعض ماخوذ أيضا بمواقف سياسية مسبقة، دون ان ينظر الى قضية فلسطين كونها قضية شعب له حقوقه العادلة ، شعب اغتصبت ارضه بتوافق وتواطؤ دوليين واقليميين ومحليين، وان هذا ما لا يتم اتخاذ مواقف منه بذريعة أخطاء هذا السياسي الفلسطيني او ذاك . فالاصل هو قضية شعب ينشد إقامة دولته الوطنية المستقلة، كغيره من شعوب العالم، وله كامل الحق في ان يتوسل بكافة الوسائل النضالية لتحقيق تطلعه المشروع.

وفي هذه الظروف الحرجة يبقى مطلوبا من القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية الفلسطينية، ان تعمل على توحيد كلمتها ومواقفها بوجه الة القمع الصهيونية. 

ان نضال شعب فلسطين يستحق الدعم والتضامن والمساندة متعددة الاشكال، وعلى مختلف المستويات، عربيا واسلاميا ودوليا.

ان ما يتعرض له شعب فلسطين اليوم هو المحك الذي تفرز بناء عليه المواقف ومدى جديتها، والذي يكشف مدى اقتران الاقوال بالافعال بعيدا عن الشعارات وعن مجرد تسجيل المواقف والمزايدات اللفظية.

 

عرض مقالات: