منذ أن تصدرت أحداث وحكايات دوري المحترفين ظهرت في الساحة الرياضية والكروية خاصة قضية تكاليف الفرق المحترفة وأهمية تشكيل فرق الفئات العمرية وضرورة إيجاد فرق للفئات العمرية، يعني (أشبال وناشئون وشباب ورديف)، وهذه المجموعة من الفرق وأهمية تواجد طواقم تدريبية متكاملة لهذه الفرق خاصة وأن أنديتنا أهملت إيجاد هكذا فرق للفئات العمرية وصارت تعتمد على البحث عن اللاعب الجاهز بدلاً من صناعة الأبطال والنجوم من خلال بناء فرقهم الخاصة وإيجاد الطواقم التدريبية القادرة على صناعة المبدعين وتقديمهم للفرق المتقدمة في تسلسل الأعمار. وهذا العمل يوفر فرصة لأنديتنا لدعم فرقها وقدرتها في إحلال البديل المتكافئ في كل الفئات العمرية وبالتالي عدم الحاجة لشراء اللاعب الجاهز وبمئات الملايين، وقد مارست الأندية العراقية سابقاً هذه السياسة ونجحت فيها أيما نجاح حيث كانت بعض فرقنا مثل الزوراء والجوية والشرطة معامل لتفريخ المواهب والكفاءات والمبدعين، وحتى بعض الفرق مثل الأمانة والصناعة والكرخ وبعض اندية المحافظات تقدم هذه الفرق المواهب. ومع أن هذا التوجه ضعف او انكمش او غاب بسبب اهمال الفرق في تضييعها للمواهب والمبدعين بل اصبحت تعتمد على اللاعب الجاهز والموهوب حتى ولو كان بقيمة 400 – 500 مليون وهذا ما شاهدناه في الساحة العراقية هذا العام. وكان السبب الأول بقضية سياسة الاحتراف، والسبب الثاني هو في غياب العمل مع الفئات العمرية بكل أشكالها واعتماد اللاعب الجاهز، وهنا علينا أن نتذكر بأن السبب الأساس لهذه الحالة هو إهمال العمل مع الفئات العمرية بكل أنواعها وفئاتها لأن إدارات الأندية أهملت هذه الفئات وضيعت على أنديتها فرصة الاستفادة من اللاعبين السابقين وأصحاب الخبرات والتجارب الميدانية في اختيار المواهب والكفاءات الفنية. والشيء المهم الآخر أن بعض الأندية كانت قد خصصت لبعض لاعبيها السابقين أجورا ورواتب قليلة جداً! لا توازي جهودهم وتعبهم وبالتالي إهمال الكفاءات التدريبية والقدرات الفنية التي يحملها الكثير من لاعبي الأمس، الأمر الذي جعلهم يغادرون ميدان التدريب على الرغم من امكانياتهم العالية، وهذا الأمر أفقد الساحة التدريبية كفاءات عالية وامكانيات قادرة على  اكتشاف المواهب الكروية، بينما لو أن الأندية حاولت أن توفر لمدربيها رواتب مجزية قادرة على اكتشاف اللاعب الموهوب والقادر على التطوير عندها سيكون لدينا في انديتنا لاعبون كبار قادرون على تمثيل انديتهم خير تمثيل ولا نحتاج البعض وبمبالغ كبيرة وتصبح أنديتنا معامل لتفريخ المواهب والكفاءات مثلما كان الحال أيام زمان، بينما يتواصل التقصير والبخل على الكفاءات التدريبية ومدربي المواهب في الأندية وتصرف الملايين لبناء الفرق واختيار اللاعبين بينما يبخل على مدربي المواهب وبناء الأندية والاكتفاء (بتراب الفلوس) على أبناء الأندية. ولنا عودة.

عرض مقالات: