اخر الاخبار

إذا أردت أن تبني مجتمعاً تسوده المحبّة والجمال والتآلف في كل شيء ، عليك أن تبدأ بالطفل أولاً، وببناء أسرتك بناءً سليماً ثانياً. وكما قالوا: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، لأن تعنيف الطفل وخلق المشاكل داخل الأسرة يؤدي إلى التمرّد والتفكك وتحلل الأسرة.

في النصف الثاني من سبعينات القرن المنصرم، في قريتنا الجنوبية وذات ساعة ظهر قائظة، صحا الناس مرعوبين على صرخات استغاثة من أحد بيوت القرية. وما أن هبّ الناس مفزوعين نحو مصدر الصوت حتى وجدوا امرأة جالسة، منفوشة الشعر، تحثوا التراب على رأسها وأمامها جثتا طفلين بعمر الورود تسبحان بدمائهما. فقد أقدم أبوهما بعد احتدام المشاكل بينه وبين زوجته على قتل طفليهما البريئين الجميلين. وذلك ما يحدث حتى اليوم وليس آخرها مقتل الطفل موسى على يدي زوجة أبيه الآثمة.

هذا العنف الذي يرتكبه الزوج الثاني تجاه أطفال زوجته من زوجها الأول مثلاً ، كذلك زوجة الأب تجاه أطفال زوجها من امرأته الاولى، وغيرها من اشكال التعنيف من جانب الآباء أو الأمهات، والتي تصل إلى حد القتل أو الإعاقة أو انحراف الطفل بعد هروبه من البيت تخلّصاً من العذاب. كلّ هذا يحتاج إلى صحوة ضمير نابض بالإنسانية الحقيقية، ووقفة كبيرة كي يتم التصويت على قانون العنف الأسري، وإيقاف هذه الأفعال التي يندى لها الجبين!

ان قانون العنف الأسري وتشريعه بالشكل الصحيح والعاجل هو ركن أساسي في بناء المجتمع والبلد بشكل عام ، فهو الحجر الأساس في بناء أسر مترابطة تشيع فيها الألفة والمحبّة والعمل الجاد المخلص لبناء مجتمع يسوده العدل والأمان والجمال والسعادة والرقي!!

عرض مقالات: