اخر الاخبار

وزع كريم  العراقي كرمه على صغيرنا وكبيرنا ، مادّا سخاءه إلى جذور الأرض ولعنان السماء ، امتلك الشمس والعراق أجمع حين غنى “ الشمس شمسي والعراق عراقي، ما غيَّر الدخلاء من أخلاقي” ، كتب معلقة “فتاة الجسر” عن وثبة كانون  والتي طالما حفظناها وتغنينا بها في شبابنا وفي تجمعاتنا الحزبية، منشدين “ يا صدري كل للفرح / أوفي الشعب أوفي/ دم بالضمير اشتعل / شيلني بجفوفي/ شو هي لهبة وطن / شو هي ساعتها / العب بطفل الشمس / واللعبة لعبتها / هيه يا رصاص وهلا/ وطرزلي نفنوفي / شو جني ليلة عرس/ تتراكص زلوفي...هيه ياجسرنا وهلا/ وشيل الجثث كلها/ خل دجلة بالدم يشد/ روحه ويجملها/ هز الشعب غيمته / وكل نسمة شملها....”

وهكذا عضَّت الساعات بأنياب الزمن الشرسة جسد كريم المرهف، بعدما خضع لأكثر من 25 عملية جراحية وتلقى المئات من الجرعات الكيمياوية في مستشفى كليفلاد كلينك  في جزيرة المارية في أبو ظبي، حيث كنت أقيم.  وقد زرتها مرة، (وهي بحجم حي بغدادي كبير، مجهزة بأحدث الأجهزة وبإمرة أهم أطباء العالم) برفقة الصديق الصحفي معد فياض لمعاينة الراحل عدنان الباجه جي.

في تلك المستشفى تعالج كريم العراقي لمدة أربع سنوات مثل سمكة تلبط في ماء عكر، محاولا استعادة نشاطه وحيويته حالما بخطوات غد اخضر للعراق ، مكللا بضحكات أطفاله وبأناشيد محبيه المخلصين ..

شخصيا ربطتني والرفاق في صحيفتنا “طريق الشعب” علاقة ود واحترام وفرح بقدوم ذلك الشاب المشحون حماسة وثورية، وهو يسطر كلماته الذهبية في قصائد مغناة للأطفال ينشرها على صفحات الجريدة ، ولعلي ما زلت أتذكر وأردد مع نفسي مع هطول المطر وبدء موسم الشتاء أغنيته الرائعة للأطفال، والتي طالما تمنيت أن تعمم على تلاميذ المدارس، حيث يقول: “ رايحين لمدرستنا على عنادك يا برد / ندخل الصف وردة وردة ونطلع بشدة ورد/ إحنا وصانا المعلم يرسب اللي ما درس ، يلا نوصل مدرستنا قبل ما يدك الجرس/ يا كمر ناوشنا وردة و هاك أخذ شدة ورد ، زاهية الدنيا بشمسنا على عنادك يا برد / رايحين لمدرستنا على عنادك يا برد / ندخل الصف وردة وردة ونطلع بشدة ورد”..

ربما لا يسع الكلام مجلَّدات عن شعر كريم العراقي وإحساسه وموهبته الفذة في الكتابة بجميع شؤون الحياة لكني أتذكر هنا بيتا شعريا خصني به والشهيد الراحل سامي العتابي أيام السبعينات في كتابة قصيدة تعليمية للأطفال، يذكر فيها “ الحرف مِن إلى على / والاسم سامي ومنى”. الرحمة والسلام لروحه والمجد لكل محبي الوطن.

عرض مقالات: