شهدت قمة العشرين قبل ايام توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، وتشترك فيه – حسبما أُعلن - السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل بجانب الهند والاتحاد الأوروبي، وترعاه الولايات المتحدة.

ولا يصعب تقدير حجم تأثير المشروع على دول المنطقة سلبا او إيجابا، لكن الواضح ان اول واكبر المتضررين منه هو العراق، الذي قد يفقد الآن مشروعاه المهمان: ميناء الفاو الكبير، وطريق التنمية، معناهما ومغزاهما!

مشروع الميناء كان المفترض والممكن ان ينجز منذ سنين عديدة، لكن اهمال حكوماتنا المتعاقبة وعراقيل منظومة المحاصصة والفساد أحبطت ذلك حتى اليوم.

اما مشروع طريق التنمية فجاء متأخرا كثيرا، في وقت تسارعت فيه المنافسة العالمية، علناً وسراً، للفوز بقصب السبق في تحويل مشاريع الربط بين القارات والشرق والغرب الى واقع قائم على الأرض.

وأخيرا وقبل أيام من اعلان مشروع الهند – اوربا الجديد، جاء اعلان الاتفاق على الربط السككي بين البصرة والشلامجة ليطلق الرصاصة القاتلة كما يبدو على مشروع الفاو الكبير، وليعصف ربما حتى بمشروع طريق التنمية!

ان المسؤولية عن هذا كله لا تتحملها جهة واحدة، فمنظومة الفساد والطائفية والفشل جمعاء هي المسؤولة. ولن ترحم الأجيال الحالية ولا القادمة هذه المنظومة التي تفرط بكل ما للعراق مصلحة فيه.

عرض مقالات: