اخر الاخبار

يكثر الحديث عن ساكني العشوائيات ومن يسمون المتجاوزين ( الحواسم )، وعن ضرورة رفع التجاوزات، وتصل الأمور أحيانا الى تهديم ما بُني تجاوزا، ما يجعل الناس في حيرةٍ من أمرهم : هل سأل المسؤولون انفسهم عن سبب نشأة وكثرة هذه العشوائيات؟

 والعشوائيات هي المناطق الخالية التي اضطّر الناس الى بناء مساكن فيها بعد 2003، بسبب أزمة السكن المزمنة ، وشيّدوا بيوتهم تلك كيفما اتفق بلا تخطيط عمراني ولا خدمات واغلبها من الصفيح (الجينكو) وقد سميّت العشوائيات ( الحواسم ) واحيانا (التجاوز).

إنها المناطق الفقيرة ، بل الأكثر فقراً في وطننا ، عائلات ترهقها الإيجارات وضآلة الرواتب والأجور.

في محافظاتنا الوسطى والجنوبية خصوصا انتشرت هذه التجمعات بسبب لامبالاة السلطات واستشراء الفساد، اللامبالاة تجاه حياة الناس وعيشهم، سواء عاشوا أو ماتوا ، أكلوا أم جاعوا ، سكنوا أو باتوا في العراء. فالمهم السيد المسؤول يتنعّم بما لذّ وطاب والآخرون إلى الجحيم. والمهم استمرار الفساد الذي شرعنته المحاصصة المقيتة ولا تزال تضيف اليه كل يوم منافذ فساد أخرى!!

ساكنو هذه المناطق هم الأكثر تضرراً في هذا الوطن، فيما هم الأكثر ارتباطاً به وانغماساً بحبه وتقديمهم الغالي والنفيس في كل المواقف الصعبة لأجله. ومن ينسى الشهداء من أبنائهم، الذين روت دماؤهم الطاهرة ارض محافظاتنا حينما دنّستها ضواري (داعش) ، كذلك من هبّوا مطالبين بأبسط حقوق المواطنة في انتفاضة تشرين.

هؤلاء المواطنون الاصلاء يحتاجون الى وقفة حقٍّ وبضمير حيٍّ نابضٍ بحب الوطن والناس، ينصفهم ويمسح عرق تعبهم وانتظارهم ويمنحهم سكناً يليق بهم وبتضحياتهم وإخلاصهم. وهذا حقٌّ مشروع لهم.

ويتوجب على المسؤولين أن يفعلوا ذلك بعيدا عن الدعاية الانتخابية والتطبيل الاجوف. فالناس صارت تميز بين الكاذب والصادق، وهي اليوم تدرك أن الوطن لناسه الفقراء لا للفاسدين الذين ينهبون خيراته ويتركون لها الحرمان والمعاناة المريرة!

عرض مقالات: