بلغ عدد منتسبي الأجهزة الأمنية في وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني والحشد الشعبي في موازنة عام 2023 قرابة مليون و444 ألف منتسب موزعين بين صفوف التشكيلات الأمنية المختلفة بموازنة مالية فاقت 30 تريليون دينار عراقي.

الأعداد المذكورة أعلاه لا تشمل منتسبي قوات البيشمركه ومن يؤدون مهام الحراسة في بعض الوزارات، فتعداد القوات الأمنية الكلي يتجاوز مليوني منتسب بحسب مختصين.

هذا العدد الهائل يدفع إلى طرح أسئلة جدية حول الفائدة من زيادة عديد القوات الأمنية، خاصة تشكيلات محددة منها، ومدى الحاجة اليها، وهل أصبح الكم بديلا للنوع في إعداد القوات الأمنية؟

ان الزيادة غير المبررة تسهم مباشرة في عسكرة المجتمع، وزيادة البطالة المقنعة داخل الأجهزة الأمنية، خاصة وأن الأعداد الحالية يمكن أن تكون قادرة على سد الحاجة الفعلية للبلاد، إذا أُحسن إعدادها والتعامل معها بعيدا عن الفساد، خاصة وأن متنفذين كثيرين يستغلون أعدادا غير قليلة منها لخدمتهم وخدمة عوائلهم وحاشياتهم.

نعيد التذكير بأن العامل الرئيسي في بناء الأمم والأوطان هو ما تزرع وتصنع وتنتج، ونؤكد ان على المعنيين إعادة النظر في أيّة زيادة لعديد القوات الأمنية.

عرض مقالات: