اخر الاخبار

لم يكن سهلاً أن تعشق الوطن، وتمتزج بكلّ ذرّة من ترابه ومائه وهوائه،

وأن تحمله أيقونة عملٍ ورسالة حياة أنّى ولّيت الوجه.

.. وأن تهرب من بطش حكّامه، لتعود بعد سقوطهم إليه حاملاً مشعل التنوير والبناء.

وأن تمتثل لخطواتك التي رسمتها منذ اللحظة الأولى التي استنشقت فيها رائحة الأرض بعد المطر.

نعم .. يا مَنْ جئت حاملاً الوطن بين جنحيك، ورافعاً مشعل التنوير في لياليه الحالكة.  لكنّ الخفافيش المرعوبة من الشمس والنور، لن تمنحك الفرصة حتماً ، لهذا قتلتك!

في عام 2007 كان معنا في اللجان التحضيرية لمهرجان المربد الشعري في البصرة، كفراشة محبّةٍ تتجول بين المقاعد والكراسي ، تحطّ هنا وتنثر زهو أجنحتها هناك. كان يملأ المكان فرحاً وجمالاً وسحرا.

 بعد انتهاء إحدى الجلسات المسائية، وعند خروجنا من قاعة عتبة بن غزوان، قال: تعالوا نتمشى في شارع عبد الله بن علي، وكان هذا الشارع وقتها مكتضّاً بالباعة والمتبضّعين، فقال له احد أصدقائنا المصوّرين : أستاذ صعب تمشي بالشارع بلا حماية، نحن نخاف عليك !! التفت إليه بكل محبة وقال: عزيزي خالد، من سيعرف أني مسؤول بين هؤلاء الناس ؟!

لحظتها قلت له: أحسنت أيها الكبير، أنت واحد من هؤلاء الناس.

أجابني: نعم وسأبقى ما حييت ..

 ثم أخذنا نتجول في الشارع لندخل منه ونخرج إلى الشارع الوطني ثم الكورنيش حتى وصلنا الى الفندق، عندها التفت إلى صديقنا المصوّر قائلا: ها خالد هل عرفني أحد من الناس؟

أجابه خالد: نعم وقد وثّقت جولتنا صوراً .

فيا أيها العاشق الأبدي للوطن والناس، عرفوك ابنهم الطيّب الذي يحمل مشعل محبتهم أيقونة فرحٍ، لينثرها في ربوع الوطن ..

 ولأنّك حلمت بوطنٍ خالٍ من الفاسدين، وحملت مشعل الحرية والسعادة، وناديت بكل شيء جميل ،، قتلك الظلاميون!

ولأنهم ظلاميون فقد وأدوا أحلامك أيها الطيف الذي مرَّ بسمائنا ذات يوم، ليترك في الحلق غصّة، وفي العين قذى، والقلب كليم !!

لك الخلود أيها العاشق الحالم ، ولقاتليك العار الذي سيبقى يلاحقهم في كل وقت !

عرض مقالات: