اخر الاخبار

قدّم الرفيق علي صاحب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، كلمة الحزب في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب من الدول العربية من أجل تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية (الدورة الرابعة) والذي عقد في 13 و14 تموز الجاري في مدينة يينتشوان بمنطقة نينغشيا الصينية، وجاء في الكلمة:

انقل إليكم تحيات رفيقاتي ورفاقي في الحزب الشيوعي العراقي، مع جزيل الشكر والامتنان على دعوتكم الكريمة وحسن الضيافة والاستقبال. وهذا ما عهدناه منكم خلال سنوات الماضية من العلاقات الثنائية.

إن تاريخ العلاقات الصينية مع سكان منطقتنا ممتد لعقود طويلة، شهدت خلالها الكثير من الاحداث والتطورات، ساعدت في توطيد العلاقات، والعمل على تنمية الكثير من المشتركات. ان مرحلة بناء الصين الجديدة والخلاص من الاستعمار، هي ذات المرحلة التي حصلت فيها الكثير من بلداننا على استقلالها الوطني، ولعبت الصين في الكثير من الأحيان دورا محوريا في مساندة قضايا شعوب المنطقة. وفي الوقت ذاته، سعت الى بناء البديل، الذي يحافظ على كرامة الانسان وحريته، ويسعى للعمل على المشتركات بدل التبعية السياسية او الفكرية. في الصين، التجربة كانت مميزة، ورغم كل منجزاتها للأسف الكثير من سكان العالم يجهلون ابسط التفاصيل عن الصين وعن تجربتها الاشتراكية الفريدة، بسبب ما روجت وتروجه المنظومة الرأسمالية يوميا من أكاذيب وتشويه للحقائق. وهذا بالفعل ما شهدته الكثير من بلداننا.  إنّ بناء نظام اشتراكي عصري، يستجيب لمتغيرات العصر، مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، خصوصا إذا ما توفرت إرادة وأدوات يتم توظيفها بشكل جيد، منها:

- منهجنا الماركسي، غير الجامد، والذي أعطانا إمكانية فريدة للتحليل وأدوات مناسبة لإحداث التغيير الاجتماعي المطلوب، آخذين بنظر الاعتبار الظروف والانماط. وعدم استنساخ التجارب السابقة او أي تجربة، قدر ما يتوجب استخلاص العبر والدروس من التجارب السابقة. 

- حزب ثوري مناضل، يقدم التضحيات في سبيل الوطن، يقوم باستمرار بتحديث ادواته وآليات عمله، ويخلص نفسه من الشوائب، ويقود البلاد نحو الاشتراكية.

- إرث شعبي وحضاري فيه الكثير من المحاطات التقدمية، تم توظيفها بشكل ممتاز في نموذج اشتراكي فريد.

- شعب متنوع لديه الكثير من الإمكانيات تم توظيفها بشكل جيد في تشكيل التجربة الاشتراكية الفريدة.

بالتأكيد هناك ادوات أخرى تم توظيفها، في سبيل بناء هذه التجربة الاشتراكية الفريدة، لن اخوض في تفاصيل الحديث فيها، ولكن ما يهمنا هو التطورات والنقلات النوعية التي احدثتها هذه التجربة.  وهنا سوف اتحدث عن النتائج التي نراها منذ أيام ونحن نتجول في مدن الصين وشوارعها ونشاهد البنايات العالية، والبنى التحتية المتطورة، والمواطنين الودودين المرحبين بنا. هذه النتائج، وهناك الكثير غيرها، تؤشر ان التجربة الفريدة بدأت بتحسين ظروف معيشية مليار واربعمائة مليون نسمة وتساهم بشكل فعال في إشاعة تضامن عالمي، مبني على أساس الاحترام والمصالح المشتركة، بما يعزز من السلم العالمي، ويزيد من فرص حصولنا على حياة أفضل. في ما يخص بلدنا العراق، الذي ما زال يعاني منذ أكثر من أربعين عاما، من الحروب العبثية مع جيرانه، والحصار الاقتصادي، والصراعات الإقليمية والدولية وتدخلاتها في الشأن العراقي. هناك الكثير من الإمكانيات التي تتوفر لدينا، فيما نحتاج اليوم لأصدقاء الشعب العراقي، للوقوف الى جانبه ومساعدته في تلمس طريقه نحو المستقبل الأفضل، لأننا على قناعة بان عراقا آخر ممكن، عراق الديمقراطية والسلام وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.