اخر الاخبار

الاخوة الاعزاء ممثلو الفصائل الوطنية الفلسطينية ..

الحضور الكرام 

تمر اليوم الذكرى الـ75 للنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني وهو يواجه عدوانا غاشما آخر لقوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، ويتصدى ببسالة للهجمة الدموية الفاشية التي شملت بقية اجزاء فلسطين المغتصبة في الضفة الغربية وتهدف الى قمع المقاومة الشعبية المتسعة ضد الاحتلال الصهيوني، في ظل دعم امريكي سافر لهذا العدوان وتواطؤ مفضوح من الدول العربية التي انخرطت في التطبيع المشين والمذل مع اسرائيل.

وقد بلغ عدد الشهداء في غزة حتى اليوم (12 ايار) 33 شهيدا، بينهم اطفال ونساء بالاضافة الى عشرات اجرحى. فيما ارتفع عدد الشهداء منذ بداية هذا العام الى 147 شهيدا، بينهم 26 طفلا و 6 نساء. 

واذ يحيي الشعب الفلسطيني، والقوى المساندة لقضيته العادلة في انحاء العالم، هذا اليوم 15 ايار، فلابد من التذكير بأن نكبته المستمرة بدأت قبل ذلك التاريخ عام 1948، أي الاعلان عن قيام اسرائيل. فقد جرى التآمر لتقسيم فلسطين وتفتيتها منذ منتصف القرن التاسع عشر في ظل الاستعمار العثماني، عندما اقيمت أولى المستوطنات الصهيونية بعد عام 1860، مرورا بوعد بلفور المشؤوم في 1917، وفي ظل “الانتداب” البريطاني عندما تواصلت جرائم العصابات الصهيونية الارهابية وعمليات تهجير الفلسطينيين من ديارهم في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي، وبلغت ذروتها في عام 1948. لكن جرائم الحرب التي اقترفها الاحتلال الاسرائيلي ومجازره الجماعية استمرت ضد الشعب الفلسطيني، من دير ياسين وكفر قاسم إلى صبرا وشاتيلا وغزة والضفة الغربية والقدس، لتحقيق الهدف الصهيوني بإقامة ما يسمى بـ”اسرائيل الكاملة”، على كامل أرض فلسطين التاريخية. 

ان احياء الذكرى المؤلمة للنكبة، التي أدت الى تشريد الشعب الفلسطيني وكانت واحدة من اكثر الجرائم بشاعة وعنصرية، هي ايضا مناسبة لاستذكار تضحياته والآلاف من شهدائه الابطال الذين قاوموا الاحتلال ببسالة، وللتضامن مع آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يرزحون في سجون ومعتقلات اسرائيل.

ويؤكد صمود الشعب الفلسطيني وتحديه لصنوف القمع والارهاب والتهجير والتوسع الاستيطاني وتهويد القدس فشل الحركة الصهيونية في القضاء على هويته الوطنية وتصفية قضية اللاجئين ومصادرة حق العودة وحقه في تقرير المصير.

وفي مواجهة الممارسات الفاشية لحكومة نتانياهو المتطرفة وعصابات المستوطنين الصهاينة، تبرز اليوم بصورة ملحة، ضرورة انهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وهي ايضا شرط حاسم لاستنهاض التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني وحشد التأييد الدولي لقضيته العادلة ومن اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي.

الاخوات والأخوة الاعزاء

ان حزبنا الشيوعي العراقي، الذي ساند بثبات منذ تأسيسه النضال الوطني التحرري الفلسطيني، يجدد في هذه المناسبة عزمه على مواصلة تقديم كل اشكال الدعم والتضامن للشعب الفلسطيني الشقيق ونضاله البطولي حتى انتصار قضيته العادلة بإنهاء الاحتلال وتحقيق اهدافه في الحرية والعودة وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ألقاها الرفيق د. علي مهدي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.