اخر الاخبار

تشهد السودان اقتتالا دمويا ضاريا بين جنرالات الحكم العسكر ومن شايعهم من المدنيين، وهو صراع من اجل تقاسم النفوذ والسلطة وبدعم وإسناد من أيدي خارجية لا تريد ـ كما أدواتهم في داخل السودان ـ الأمن والاستقرار لهذا البلد الذي عانى شعبه الكثير، ولا يزال.

إن ما يجري لا مصلحة فيه إطلاقا للشعب السوداني، وهو يعرض المواطنين الى مخاطر جدية. كما يضع وحدة السودان على كف عفريت. كل هذا يجري لتطمين شهوات الحكام المهووسين بالسلطة والمغانم، فيما تمتد أيدي خارجية لتغذية نار الفتنة والقتال.

نضم صوتنا الى الأصوات المطالبة بالوقف الفوري لهذا القتال المجنون، وان تعود كافة الوحدات العسكرية الى مواقعها والانسحاب من الشوارع وعدم الحاق الأذى والضرر بالممتلكات العامة والخاصة، وحلّ المليشيات. وقبل كل شيء حماية وصيانة أرواح البشر الذين هم اغلى من كل شيء.

إن تجربة السودان الحالية تؤكد من جديد ما كنا نطالب به، من أهمية وضرورة بناء جيش وطني مهني موحد على أساس الكفاءة والنزاهة والعقيدة الوطنية، بعيدا عن التحاصص السياسي والحزبي والمناطقي والقومي والطائفي والعشائري. جيش يضطلع بتنفيذ مهماته كما رسمها وحددها الدستور. وان يسري الامر الى كافة تشكيلات القوات المسلحة، وان يوضع شعار حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية، موضع التنفيذ الفعلي، وتطبيق القانون على كل من يحمل السلاح غير القانوني. فالتجربة تقول ـ وما يحصل في السودان يؤكد ذلك ـ أن لا أمان ولا استقرار مع وجود السلاح المنفلت والمليشيات.

وفي هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها السودان، وإذ نعلن إدانتنا لهذه الحرب ونطالب بايقافها، نعرب عن تضامننا الكامل مع الشعب السوداني وقواه الوطنية والديمقراطية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعى السوداني الشقيق، ودعمنا لنضالها من اجل وقف صراع الجنرالات المسلح الدموي، ورفض التدخلات الخارجية والحفاظ على وحدة السودان واستقراره، والسير على طريق التغيير الديمقراطي وبناء سلطة الشعب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٧-٤-٢٠٢٣