اخر الاخبار

طاب مساؤكم جميعا أيها الحضور الكرام

في الحادي والثلاثين من تموز عام 1935 سطع نجم في سماء الصحافة العراقية والكفاح الوطني. فقد أصدر الحزب الشيوعي العراقي صحيفته الأولى (كفاح الشعب).

وعندما عاد رشيد عالي الكيلاني، وزير داخلية حكومة ياسين الهاشمي، مزهوا الى وزارته بعد قمع انتفاضة فلاحي شوق الشيوخ، وجد نسخة من (كفاح الشعب) على مكتبه، فقال قولته الشهيرة: “هذه الورقة أشد خطرا من ثورة سوق الشيوخ، فاذا ما ثبتت أفكارها سيستحيل علينا قلعها”.

هكذا استقبلت أول صحيفة سرية في العراق.. ومن شرارة (كفاح الشعب) اندلع لهيب الصحافة الشيوعية في العراق، فصدرت العشرات من الصحف، السرية والعلنية، حتى يومنا الحاضر، حيث تواصل “طريق الشعب” وسائر وسائل اعلام حزبنا مهماتها الجليلة، الوطنية والطبقية والأممية، بمختلف الوسائل، وبينها وسائل الاعلام الألكتروني.

وطيلة 86 عاما من الكفاح الفكري والسياسي، حيث سطعت أسماء كوكبة الشهداء من الصحفيين الشيوعيين العراقيين مجسدة سيرتهم الملهمة ومثالهم المضيء، تحولت صحافة حزبنا الى مدرسة سياسية وفكرية وثقافية ومهنية.

واليوم، تضيء صحافة حزبنا وسائر وسائل اعلامه، الحراك الشعبي الاحتجاجي المتواصل جراء استمرار وتعمق الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وتتبنى صحافة حزبنا مطالب الجماهير وتكشف عن معاناتها المريرة وما يتعرض له ملايين الكادحين من البؤس، خصوصا في ظل تفشي وباء كورونا وسط نظام صحي متهالك.

وفي سياق الاستعداد لعقد المؤتمر الحادي عشر للحزب باشرت “طريق الشعب”، ومنذ أشهر، بنشر المناقشات المتواصلة لمسودات وثائق المؤتمر، سعيا للاسهام من قبل منظماته ورفاقه وأصدقائه لانضاج الوثائق بأفضل صيغة ممكنة.

وتتصدى صحافة حزبنا للقضايا الأساسية المطروحة علينا، وفي مقدمتها قرار حزبنا بمقاطعة الانتخابات، وتحويل ذلك الى فعل سياسي وجماهيري ضاغط لوضع بلدنا على سكة  التغيير السلمي المنشود. وتعمل صحافتنا على توعية الجماهير بأسباب المقاطعة، متمثلة في غياب شروط اجرائها على نحو عادل ونزيه، مسترشدة ببيان اللجنة المركزية حول المقاطعة، الذي أعلنته قيادة الحزب في المؤتمر الصحفي الذي عقدته يوم 24 تموز الحالي.

واليوم، ونحن نحتفل بالعيد السادس والثمانين لتأسيس الصحافة الشيوعية العراقية نجدد إهابتنا لمنظماتنا ورفاقنا وأصدقائنا وسائر الوطنيين والديمقراطيين وقوى انتفاضة تشرين ونشطاء الحراك الاحتجاجي وكل أبناء شعبنا، في سبيل العمل معا من أجل الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، واقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية والعدالة الاجتماعية.

الذكر العطر لشهداء الصحافة والفكر.

والمجد للذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الصحافة الشيوعية العراقية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ألقاها الرفيق علي صاحب عضو اللجنة المركزية للحزب