اخر الاخبار

انعقد المجلس الاستشاري للحزب الشيوعي العراقي، في بغداد، يوم الجمعة 28 حزيران 2024 بحضور أعضاء اللجنة المركزية للحزب ولجنة الرقابة المركزية وسكرتاريي اللجان المحلية لمنظمات الحزب، ومسؤولي المختصات المركزية، بالإضافة إلى عدد من كوادر الحزب.

بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهيدات وشهداء الحزب والحركة الوطنية من أبناء شعبنا.

وتناول المجلس آخر المستجدات في أوضاع البلاد وفي الأحوال المعيشية لشعبنا المكتوي بالأزمات الملازمة لنهج منظومة الحكم، والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وناقش أوضاع الحزب التنظيمية، ودور منظماته في المرحلة الراهنة.

ففي الوضع السياسي، أكد الاجتماع أن البلد يمر في ظروف صعبة ومعقدة للغاية، في ظل استمرار القوى المتنفذة الحاكمة على نهج المحاصصة الطائفية وما يقترن به من فساد وصراع ما بينها على السلطة ومغنمها، ومحاولتها لحصر مزيد من مفاصل السلطة والثروة في قبضتها، من خلال استغلال نفوذها وسيطرتها على جميع المواقع في الدولة، وكذلك عبر تشريع القوانين التي تصب في مصلحتها وفي مقدمتها قانون الانتخابات، وهي تسعى الآن إلى فرض هيمنتها من خلال تعديل او تشريع القوانين المعنية بالحقوق والحريات المدنية الديمقراطية.

وأشر المجلس ان ما تشهده بلادنا من فعاليات احتجاجية واسعة ومتنوعة المطالب، يأتي كرد فعل على عدم تنفيذ الحكومة الاتحادية العديد من وعودها والتزاماتها البرنامجية الأساسية، وعدم تقديم معالجات حقيقية لتردي الخدمات العامة، وانغمار مجالس المحافظات كالسابق، في الصراعات من أجل تقاسم المواقع والتخادمات النفعية التي تسببت في الرفض الواسع لها، فيما يواصل المحافظون إحكام سيطرتهم وإشغال المناصب التنفيذية من قبل مريديهم ومن منتسبي وأنصار الأحزاب التي تدعمهم وفق مقتضيات المحاصصة. فيما يغيب دور مجلس النواب الرقابي وعمله التشريعي شبه المعطل عمليا. وقد أدت هذه العوامل إلى ازدياد معاناة اوساط واسعة من شعبنا، وخصوصا ذوي الدخل المحدود والكادحين والباحثين عن عمل وأهالي الأحياء الشعبية.

إن هذه العوامل مجتمعة مع وفي انعدام الرؤية الإستراتيجية لبناء الدولة وسوء إدارة مؤسساتها، أدّت إلى اشتداد الأزمات والعجز المتعاظم عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم للمواطنين، والتدهور المستمر في تقديم الخدمات، لا سيمأ تأمين الكهرباء والماء، وارتفاع معدلات البطالة وخاصة بين الشباب.

وبخصوص أزمة توفير الكهرباء، أكد الاجتماع أن القوى المتنفذة الحاكمة مسؤولة عن فقدان الأموال الكبيرة المخصصة لقطاع الكهرباء، فضلاً عن تأكيده على أهمية الحراك الاحتجاجي المطلبي والسلمي، للضغط من أجل توفيره، مشدداً على أن الأزمة لن تحل بدون تغيير حقيقي وجاد في المنظومة السياسية الحاكمة.

وأكد المجلس دعمه للشرائح الواسعة التي تخرج في ساحات الاحتجاج، ووقوفه مع مطالبهم العادلة ومساندة الحزب لهم من أجل تحقيقها، كما رفض المجلس الممارسات القمعية التي يتعرض لها المحتجون في مختلف الساحات، وتوجه إلى منظمات حزبنا والقوى المدنية والديمقراطية حاملة شعار التغيير بضرورة دعم الحركة الاحتجاجية ورفع الشعارات التي تصب في مصلحتها.

وتوقف الاجتماع عند الأوضاع الاجتماعية والظروف المعيشية الصعبة وناقشها بعمق، وأشر تعمق الفجوة بين حفنة قليلة من المستفيدين من السلطة وامتيازاتها التي أصبحت فاحشة الثراء تستأثر بالمشاريع بفضل الفساد المستشري وعدم المحاسبة، وغالبية من المواطنين يئنون من معاناتهم من ظروف معيشية بالغة الصعوبة، مع التأكيد على ضرورة توفير الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ينص عليها الدستور والكفيلة بتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية الغائبة حاليا.

وجدد الاجتماع تمسكه بمشروع التغيير الشامل الرامي إلى الخلاص من منظومة المحاصصة الطائفية، ويأتي ذلك عبر انفتاح الحزب وتعاونه مع جميع القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية التي تحمل برامج التغيير والراغبة فيه، وتشكيل تحالفات سياسية وانتخابية واسعة، تستطيع تحقيق اختراقات في الوضع العام، مع التشديد على أهمية ودور الاحتجاج السلمي وتوسيع دائرته وتطوير مطالبه وتنويع أساليبه وصولاً إلى تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وفي الجانب التنظيمي، درس الاجتماع التقرير التنظيمي المقدم إلى الاجتماع، وبروح نقدية شيوعية توقف عند أبرز محطاته، كذلك تطرق الاجتماع إلى أهمية تعزيز دور الحزب ورفع مستوى أداء منظماته ورفاقه واستمرار حضوره في الحياة السياسية والاجتماعية، فضلاً عن الاستمرار في مد الجسور والتواصل مع الجماهير، وتعزيز نشاطه بينها وتمتين صلاته بها وتبني مطالبها العادلة والدفاع عنها.

كما درس الاجتماع التهيئة والتحضير لإحياء ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة، والتوجه إلى إجراء الانتخابات الحزبية المقبلة، وأهمية هذا التقليد النضالي في صفوف الحزب، كذلك شدد على دعم رفيقاته ورفاقه الشباب والكوادر للتصدي للمهمات الحزبية القيادية، بما يؤدي إلى دور أكبر له بين الجماهير.

بغداد 29-6-2024