انعقد الاجتماع العالمي الـ 23 للأحزاب الشيوعية والعمالية في الفترة من 19 إلى 22 تشرين الاول 2023، في إزمير بتركيا برعاية الحزب الشيوعي التركي. وشارك في الاجتماع 121 مندوبًا من 68 حزبًا من 54 دولة، وأرسلت 7 أحزاب تحايا اذ لم تتمكن من حضور الاجتماع لأسباب مختلفة.

 كان موضوع الاجتماع العالمي كالتالي: المعارك السياسية والفكرية لمواجهة الرأسماليين والامبريالية. مهمات الشيوعيين في نشر الوعي وتعبئة الطبقة العاملة والشباب والنساء والمثقفين في النضال ضد الاستغلال والاضطهاد والأكاذيب الامبريالية والتحريف التاريخي، ومن أجل الحقوق الاجتماعية والديمقراطية للعمال والشعوب، وضد الامبريالية والحرب، من أجل السلام والاشتراكية.

تم خلال الاجتماع تبادل تجارب غنية بشأن نضالات الاحزاب الشيوعية والعمالية، والحركات العمالية والشعبية، في وقت نشهد فيه تعمق التناقضات الطبقية وأن النظام الرأسمالي لا يقدم للبشرية سوى عدم المساواة والفقر والبطالة والحروب والنزاعات والتشريد. كما يستمر التنافس والتناقضات داخل النظام الامبريالي. وينطوي تزايد عدوانية الامبريالية معه، الى جانب التنافس، على خطر وقوع حرب يمكن ان تشمل العالم كله.

كما جرى تبادل وجهات النظر بشأن التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية في الفترة الأخيرة. وشجب الاجتماع بقوة دور حلف شمال الأطلسي وتوسعه الى دول أخرى.

وتم التأكيد على أهمية التطورات في فلسطين. وطالب الاجتماع بالوقف الفوري للعدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية. وجرى التعبير عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني واستنكار الهجمة العسكرية الوحشية والحصار اللا إنساني والإبادة البربرية التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة. كما أدان الاجتماع دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي للعدوان الإسرائيلي. وطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة والاعتراف بها، ووقف الاستيطان غير القانوني وإزالة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، والإفراج عن السجناء السياسيين في سجون إسرائيل، وعودة اللاجئين. وجرى التعبير عن التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أهمية تعزيز النضال في جميع البلدان لوقف المجزرة في قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وتناولت كلمات العديد من الاحزاب المشاركة في الاجتماع الحرب في أوكرانيا. وكانت هناك مقاربات مختلفة بشأن مصادر وطبيعة هذا النزاع، ولكن جميع الأحزاب أكدت بشكل خاص على أهمية تصعيد النضال ضد حلف الأطلسي.

وجرى التأكيد على أنه، في ظل هذه الظروف، تتحمل الأحزاب الشيوعية والعمالية مسؤولية تنظيم وقيادة نضالات الشغيلة وتوضيح ضرورة الاشتراكية. كما شدد الاجتماع على أهمية تعزيز التضامن الأممي بين الأحزاب الشيوعية والعمالية، والتنظيمات العمالية ذات التوجه الطبقي، وحركات الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين، والحركات الشعبية بشكل عام.

وأكد الاجتماع العالمي على ضرورة تعزيز التضامن مع الحزب الشيوعي في كوبا، ومع كوبا وشعبها، الذين حققوا الاستقلال والمساواة وحقوقا اجتماعية وعمالية مهمة، ويناضلون للدفاع عن الاشتراكية وإنجازات الثورة الكوبية. ودعا الى تصعيد الإدانة العالمية للحصار الأمريكي الوحشي ضد كوبا والمطالبة بانهائه.

كما جرى التأكيد على أن العداء للشيوعية لا يتجلي فقط في العمليات العسكرية للإمبريالية، بل يشمل ايضا المحاولات والتدخلات المباشرة او السرية ضد تنظيم الاحزاب الشيوعية والعمالية في انحاء مختلفة من العالم وتهديد حق الطبقة العاملة في التنظيم. وجرت الاشارة الى احتكار الرأسمال السيطرة على قنوات المعلومات وامتلاك البرجوازية القدرة على إسكات القوى الثورية، وان نشر المعلومات  المضللة من قبل الامبريالية يستمر في تشويه الواقع وفقا لمصالح الامبريالية. ولذا تم التأكيد على أهمية تعزيز النضال الفكري والسياسي ضد وسائط الإعلام البرجوازية والاكاذيب الامبريالية.

وجدد المشاركون في الاجتماع العالمي تضامنهم مع الطبقة العاملة في تركيا التي تواجه يومًا بعد يوم تفاقما للإستغلال والفقر. وبمناسبة تزامن انعقاد الاجتماع مع مئوية تأسيس الجمهورية التركية، حيا المشاركون فيه نضال الشيوعيين في تركيا ضد الاستغلال الرأسمالي والامبريالية.

كما عبّرت العديد من الأحزاب عن تضامنها مع نضال العمال من أجل حقوقهم الاجتماعية والسياسية والنقابية.

ومع التوجه الى عام 2024 تبنّت الأحزاب الشيوعية والعمالية خطة عمل للفعاليات المشتركة التي ستسعى للقيام بها.

الحزب الشيوعي التركي

المكتب الصحفي

25 تشرين الاول 2023