اخر الاخبار

1 - الزمن الجميل

رجل وامرأة ، كلاهما

في أواسط العمر

المرأة: “ تضع أمامه قدح الشاي “ اشرب شايك

قبل أن يبرد .

الرجل: شاي وحده ؟ أريد معه ولو كسرة من

 الخبز .

المرأة: “ تتحسس بطنها المرتفعة “ آخر كسرة

أكلتها ليلة البارحة ، صبراً يا رجل ،

اليوم ستأخذ راتبك التقاعدي .

الرجل: “ بسخرية “ مائة دينار .

المرأة: “ بشيء من السخرية “ قل الحمد لله ،

نحن في زمن الحصار .

الرجل: “ يهتف ساخراً “ يسقط الاستعمار ..

المرأة: لا ترفع صوتك ، يا رجل ، للحيطان

آذان .

الرجل: آه من آذان الحيطان ، إنها تسمع حتى

ما لا نقوله .

المرأة: اشرب شايك ، وتوكل على الله .

الرجل“ يضحك “ هاهاها ..

المرأة: ليس هذا وقت ضحك ..

الرجل: إنني أضحك من صديقي الحاج جاسم ..

المرأة: “ تهز رأسها “ ....

الرجل: ذهب مع زوجته ، واستلمت راتبها

التقاعدي لثلاثة أشهر ، ثلاثمائة دينار ..

المرأة: حظهما مثل حظنا .

الرجل: فشربا بالراتب كله قنينتي ببسي

مغشوشة ، وعادا إلى البيت .

المرأة: على الأقل تذوقا طعم الببسي .

الرجل: آه نسينا طعم الببسي ، “ يرشف الشاي

“ إنني أفكر أحياناً ..

المرأة: لا تفكر ، يا رجل ، اذهب واستلم راتبك

التقاعدي .

الرجل: إننا بدل الدراسة والوظيفة وتعب القلب

، لو ربينا دجاجة أو دجاجتين أو أكثر

قليلاً ، وبدون ديك طبعاً ، فالديكة لا فائدة

منها في حياتنا ، لحصلنا على أكثر من

بيضة في الاسبوع الواحد ..

المرأة: “ تمسك بطنها وتتألم “ آه ..

الرجل: يبدو أنه قادم ، هذا الطفل ، كم أخشى

أن يلعننا ، لأننا جئنا به قسراً إلى هذا

العالم .

المرأة: اذهب واستلم راتبك ، وقل ..

الرجل: “ ينهض ساخراً “ الحمد لله ..

إظلام

2 -  وصية شبعاد

الكاهنة الأم ، تدخل

كاهنة شابة ، وتنحني لها

الشابة: مولاتي

الكاهنة: “ تنظر إليها “ ....

الشابة:جارية الملكة بالباب .

الكاهنة: لتدخل .

الشابة: “ تنحني وتخرج “ ....

الكاهنة: ما أطيب قلب ملكتنا الراحلة شبعاد .

تدخل الجارية الشابة ،

وتنحني للكاهنة الأم 

الجارية: مولاتي ..

الكاهنة: اغلقي الباب .

الجارية: “ تغلق البلب “ ....

الكاهنة: تعالي ، يا بنيتي .

الجارية: “ تتقدم منها “ مولاتي .

الكاهنة: “ تحدق فيها ....

الجارية: مولاتي ، سمعتُ اليوم أنّ ..

الكاهنة: ما سمعته صحيح .

الجارية: “ تشهق “ مولاتي شبعاد ..

الكاهنة: لقد رحلت الملكة إلى العالم الأسفل ،

ووريت التراب مع حاشيتها وجواريها

قبل اسبوع .

الجارية: لكني كنت أقرب الجواري إليها ..

الكاهنة: أعرف .

الجارية: قالت لي مولاتي الملكة ، قبل أكثر من

اسبوع ، اذهبي إلى المعبد ، وابقي فيه ،

حتى ارسل إليكِ .

الكاهنة: أعرف .

الجارية: لم ترسل إليّ ..

الكاهنة: لأنها تحبك ، ولم ترد لك الموت ،

اذهبي ، وعيشي معه ..

الجارية: مولاتي !

الكاهنة: “ تقدم لها صرة من المال “ هذه الصرة

لك ، من الملكة .

الجارية: “ تأخذ الصرة ، وتنظر إليها حائرة

صامتة “ ....

الكاهنة: الوصيفة التي جاءت بك ، أخبرتني بما

تريده الملكة ، قالت إنه واحد من حراسها

، ولم تأخذه معها إلى العالم الأسفل .

الجارية : “ تطرق رأسها “ ....

الكاهنة: اذهبي ، إنه ينتظرك .

الجارية: “ تتراجع نحو الباب “ أشكرك ، يا

مولاتي .

الجارية تفتح الباب ،

وتخرج ، الكاهنة تبقى وحدها 

إظلام

عرض مقالات: