أيتها القصيدة

إلى أين تمضين بي

والجهات جميعها

تسيرُ معي

لماذا حينما أكتبكِ

تنثرين غبار الأسئلة

وتبدأ متاهتي

إنه الزمن

لم يعدْ صالحاً للشعر

تختنقُ فيه القصائد

برائحة  الطحالب

والشوائب العالقة

هل لي أن أبحث عن بهاءٍ لها

كي تتنفّسَ

فليس ثمَّة من يخيط لي

صباحاً  نقيّاً

وأترك غزلان  قصائدي

ترعى في خمائله

حسناً

سأفتح نافذةً

وأطلُّ منها على الحياة

أليس القصائد تنمو في اتساع الحياة

سأكتب عن تلك الشجرة

التي تتكئ على  رأس الشارع

ولكنّي

لا أريد أن تكون قصائدي

خضراء ووادعة

فقد تداهمها البغضاء

سأكتب عن ذلك الرجل

الذي يمرُّ أمامي

وهو يمتطي حصاناً اشهباً

ولكن ستنهمرَ على رأسي التواريخ

فاسمع دربكات الخيول

تشقُّ طريقها في الغبار

وصليل السيوف

فأنا لا أريد لقصائدي

أن تكون منهكةً

كما لو أنّها

خرجت الآن  من الحرب

ومن حروفها تقطر الدماء

وصيحات الجرحى

ليس لي

 إلا أن أغلقَ  نافذتي

 وأيقظ  في رأسي

شجرة الماضي

أهزّها فتسّاقط ُ الذكريات

 وأكتب عن حبيبتي

حبيبتي

التي  ما زال عطرها الزكي

يطارد قصائدي

عطرها

الذي كان يجذبني إليها

كي أضمّها إلى صدري

فتفلت من بين ذراعي

مثل ظبْيٍ شرس

ولكنّي لا أريد لقصيدتي

أن تكون شرسة

إنها الحيرة

وليس لي

راية أسيرُ خلفها

لأخرج من متاهتي

 قال أحدُهم :

أكتب عن البلاد

 إنها فكرةٌ جميلةٌ

أن أكتب عن بلادي

لكن كثيرين من كتب عنها

فأبتلعتهم قصائدهم

وخرجوا منها من غير بلاد

فأين القصيدة التي سأكتبها

كلمّا ذكرت بلادي

أمتلأ فمي بالماء

وتعطّلّت الكلمات

فكلمّا حاولت أن أكتبَ القصيدة

أخرج ُ منها 

وخاصرتي مثقلة بالطعنات

 لهذا ساترك قصيدتي

يكتبها عن البلاد

شاعرٌ يأتي من بعدي

علّه يرى زمناً صالحاً للشعر

عرض مقالات: