اخر الاخبار

بدأ الفنان المسرحي الراحل لطيف صالح مسيرته مع رواد المسرح العراقي حيث اختاره الرائد المسرحي إبراهيم جلال ليلعب احد الأدوار الرئيسية في مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية” لبرشت والى جانب الفنانة الرائدة زينب – احدى عضوات فرقة المسرح الفني الحديث ولصالح اكاديمية الفنون الجميلة.

المشكلة التي واجهت المخرج ان هذه المسرحية تحتاج الى مئة شخصية فيما كان طلبة الاكاديمية ولأربع صفوف اقل من هذا العدد، مما حال دون عرضها. وفي عام 1976 قامت الفرقة القومية للتمثيل بعرضها بعد ان عرقها  الكاتب عادل كاظم وبعنوان “دائرة الفحم البغدادية” وعرضت لليلة  واحدة بعدها يتم منعها لما فيها من إشارات جريئة وذكية لا تروق للسلطة الحاكمة آنذاك، فها هو القاضي الذي مثله الفنان المبدع منذر حلمي يلعب دور الخليفة ويرتدي الزي العربي ويحمل في يده كتاب بما يوحي الى القانون، وفي لحظة ما يهمل الكتاب في دلالة صارخة على ان القانون  في ظل البرجوازية مجرد وهم ليس الا، يتبجحون به امام الأنظار، وفي لحظات لا يساوي شيئاً، يذكر وهناك تلميحات أخرى عبر الحوار لها علاقة بالقصر -عرين رأس النظام-.

وعندما بادر المسرحي الراحل جاسم العبودي لاخراج مسرحية “الطريق” لنصر الدين فؤاد عام 1969 وهي تتحدث عن القضية الفلسطينية اسند دور “المذيع” الى الطالب لطيف صالح. وفي “انا ضمير المتكلم” اعداد قاسم محمد عن مجموعة قصائد شعرية لشعراء المقاومة، ساهم لطيف صالح بدور بارز، ثم  “الخرابة” ليوسف العاني وإخراج سامي عبد الحميد ويلعب فيها دور”لعيبي”. ثم “الخان” ليوسف العاني. و”جد عنواناً لهذه المسرحية أيها المتفرج” لجليل القيسي. “الجومة” ليوسف العاني، والتي منعت قبل العرض. و”جيفارا عاد” لجليل القيسي. و”نفوس” اعداد قاسم محمد عن مسرحية  “ البرجوازي الصغير” لمكسيم غوركي.

عام 1970 يتخرج لطيف صالح في اكاديمية الفنون الجميلة، ويتم تعيينه في جامعة البصرة ليمثل هناك مسرحية “العروسة بهية” و “القنطرة” عام 1972 يتزوج من الفنانة الرائدة والكبيرة زينب.

تبادر فرقة مسرح اليوم عام 1972 وابتهاجاً بقرار التأميم التاريخي لتقديم مسرحية “الينبوع” التي كتبها الفنان الشهيد نورالدين فارس والتي اخرجها الفنان وجدي العاني وعندها تستضيف عدداً من الوجوه البارزة والمعروفة في فرقة المسرح الفني الحديث وفي المقدمة منهم الفنانة الرائدة زينب والفنان خليل شوقي ولطيف صالح للمشاركة في هذه المسرحية وكضيوف شرف. والمسرحية توظف الأسطورة لخدمة نضالات شعبنا وكفاحه ضد شركات النفط الامبريالية ومؤامرات الامبرياليين.

كان لطيف وزينب يرددان مقاطع من اغنية تخللتها مسرحية “الجومة” ليوسف العاني والتي منعتها السلطة قبل ان تأخذ طريها الى الخشبة والتي يرد فيها:

“يا حومه يا منحوته... هدي گمرنا العالي

وان جان متهدينه... اصيح ابويه وخالي”.

فيندمج الحضور واياهم ويرددون سوية وبصوت اقوى وكما لوانهم جوقة متناغمة موحدة تلهب الحماس والمواجهة. تتصاعد حملات القمع والإرهاب من قبل السلطة الحاكمة وأجهزتها الأمنية ضد الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين والتقدميين، فيضطر الكثير لمغادرة الوطن هرباً من بطش السلطة.

وفي العام 1979 تبادر الفنانة الراحلة زينب لتأسيس فرقة مسرح الصداقة تيمناً بالصداقة العراقية – اليمنية، ويتم  تشكيل هذه الفرقة برئاستها. اما الهيئة الإدارية للفرقة فتضم كل من: لطيف صالح، صلاح الصگر، انوار البياتي، صباح المندلاوي، سلام الصگر. وقدمت هذه الفرقة مسرحيتين هما:

- الام الشجاعة، لبرشت اخراج سلام الصگر وقد لعب الفنان لطيف صالح دور المعلم “نيكولاي” تتمكن بنجاح وبراعة في إيصال احاسيسه وحواره الى المشاهد.

- مغامرة رأس المملوك جابر، لسعدالله ونوس وإخراج لطيف صالح.

وهذه المسرحية تستمد احداثها من التراث وتدور في زمن خليفة بغداد المقتدر بالله ووزيره محمد العلقمي حيث الصراعات والخلافات على اشدها طمعاً في الحفاظ على عرش الخلافة.

في العام 1995 اخرج مسرحية “صورة شعبية وصورة” من تأليف زينب. وفي منفاه في السويد اخرج مسرحيات “قارب في غابة” لنيكولاي خايتوف و “الموت والعذراء” للكاتب التشيلي ارييل دورفمان ومسرحية “ يا غريب اذكر هلك “لمحمد سعيد الصكار. في بغداد يتابع معاملة عودته الى العمل كمفصول سياسي يصطدم بالروتين والبيروقراطية، مما يضطره للعودة الى السويد.

كان لطيف صالح قد ولد في البصرة عام 1943 وتوفي في 7 كانون الثاني عام 2021 ودفن في السويد.

عرض مقالات: