ايتها الاوراق البيضاء
انت مغرية كامراة
ومغرية جراحي كمحبرة
فلتكوني يراعي اذن..
ذاك ما جنيتُه من السهام الغادرة
ياكفن القصيدة في البدايات
ويا ثوب زفافها في النهايات
لم يبق لي منفى سواك
فاجمعيني كنجوم متناثرة
لاضيء ظلمتي ووحشة من يقرأون..
يا شريكتي في وحدتي
وحدك من يحتويني الآن
وعليّ ان امزج فيك ايقاع
نبضي مع نبض الكلام
لتنمو القصائد مثل حدائق..
وعلي ان احملك جوازَ سفر
لاترك في قلب كل مدينة وعاشقة أثر
وازرعك غيمةً في صحاريها
وقمرا في عتمتها..
يا بريدي الانيق لمن يعشقون
ساكتب عليك وصايا الوجع المعتّق
وما تيسر من الاحلام المؤجلة مثل القيامة
المصلوبة كمسيح على خشب الانتظار !
وحدك من يحتويني الان
فكوني ذاكرتي الوفية
لأرشف خرائط الخسارات بالكلمات
واجعل منك فنارا
يهدي ويغوي القلوب
كي تصبح اشرعة..
فابحري ايتها القلوب العاشقة
أنّى شئت ولا تستجدي المغفرة
فلا وقت للندم
غازلي الريح والموجة الحائرة
واسهري ايتها العيون
تعمدي بكحل الورق المضيء
وعاشري مثلك نجمة ساهرة.
وحدك من يحتويني الان
فاشهريني سنبلة بوجه الجفاف
وضفة لاحزان بلا ضفاف
لنخفق معا عاليا
كرايات الحرية المنسية
ولنكون بوصلة للأجمل..
ايتها الاوراق البيضاء
سامنحك ما يجعل منك اجنحة
يحلق بها العاشقون
بعيدا عن هذا الخراب
فامسهم مضى مسرعا
ولا شيء يدنو سوى الغياب