الدُعاءُ الأوَلُ ؛

 النسيانُ والمَوْتُ رَحمَتانِ ،

غالِبَاً نَنسيَ أنفُسَنَا في مَكانٍ ما ؛

بِقَصْدٍ مُسَبَّقٍ ،

بالأمسِ نَسَيْتُنا على مَقعَدٍ خَشَبيٍّ ؛

في حَديقَةٍ للغُرَباءِ ؛

لِعُشاقٍ بِلا خَرائطَ ؛

بِلا فِيزا يَجُوبُونَ المَمْنُوعَ ،

كنتُ أشعُرُ بالبَرْدِ ،

بالحَنينِ المُفرِطِ ،

وَجَدْتُنا مُتَعانقيْنِ ،

تَرَكتُ زَهرةَ اللّوتسِ ،

انشَغَلتُ بِنارِك الأزليَّةِ التي لا تُحْرِقُ ؛

تَكوي ؛

تُسْكِرْ ،

تَغْوي ،

تُلْهِمُ حَجَري مَطَراً ...،

بِكَشْكُولِي ،

بأسئلةِ (زَرادَشتي ) أنا ،

بِحَيْرَتِهِ ،

بِخَيْباتِهِ ،

على أبوابِ اللهِ المُغَلَقَةِ ،

على فَمِ العَطَشِ ،

أتَبادَلُ الاسئلةَ أجوِبَةً حَيْرى ،

نَصُّ الفَجْرِ حَثَني على كِتابتِنا عاريَيْنِ ؛

بُرْكانُ زارا ؛

حَبيْبَةُ (بِجماليون )،

عِطرُكِ ،

سَرَقَ نَوْمِيَ ،

دَسَّ أصابِعهُ في شِعْري ،

أيقَظَ السَنونواتِ المُهاجرَةِ في عُشِّي ،

أخافُ على الكَوْنِ من نَصٍّ ،

جَمَعَ لَهيْبَ عُرْيِنا بينَ حُرُوفِهِ ،

أنا أكتفِي بِبَقاياكِ في النَصِّ ،

أشُمُّ كل الحُروفِ ،

علاماتِ التَرقيْمِ ،

والتَعَجُبِ ،

حُروفَ الجَرِّ ،

أشواكَ الرَّغبَةِ ،

ثَلْجَ الصَدِّ ،

مَناديلَ الشاعِرِ ،

بقايا دُمُوعِهِ على الخَدِّ ،

أسمَكِ السٍريِّ ،

شالَكِ الشِعريِّ ،

الذي غَطَّى دِنَّ القَصِيدَةِ حتى اكتَمَلَتْ ،

فَشَرَبَتْنَا لِتَسْكَرَ ...

*

الدُعاءُ الثاني ؛

النِسْيانُ ؛

لا يَعنِي ما يَقوُلُ ،

اللغةُ مُؤامَرَةٌ ،

حينَ يُصْبِحُ الحُلمُ ألذَّ؛

ما حاجتُنا الى اللَعِبِ بِنا بِوَحْشِيَّةٍ؟

شيءٌ ما لَمْ يَنْضُج بَعْدُ ،

ربما لهذا نُفضْلُ القهوَةَ مُرَّةً ،

وخمرَةً تَحرقُنا وهي تَمْضِي ؛

كَسَكيْنَةٍ في خاصِرَةِ كآبتِنا ،

الدُعاءُ الأخيْرُ ؛

اطلبُ اللُجُوءَ العاطِفيَّ ؛

الى النَصِّ

لأموتَ في نَصٍّ؛

سَأكتُبُهُ ،

في سَكرَةٍ ،

مَعَكِ ؛

بِلُغَتَيْنِ ؛

على طرفَيْ اشتِعالِنا ؛

نُورَيْنِ أزليَيْنِ ،

في أحضانِ الجَمْرِ ..

عرض مقالات: