اخر الاخبار

أحرقتُ شعري خصلةً بعدَ خصلةٍ

ولم يظهرِ الخضرُ.

تاجيَ المنسرحُ الجليلُ

وذوائبي التي كالذهبِ

وحاجباي اللذانِ كالهلال

غدتْ كلُّها رماداً

ولم يظهرِ الخضرُ.

سريتُ الى النهرِ

خمسينَ أربعاء

وأوقدتُ ألفَ شمعةٍ

طوّفتُها بدجلةَ

من روافدهِ، هناكَ في الجبالِ

الى قِباب الكرخِ القديمةِ

وقلتُ سأراهُ

لكنه أشاحَ

ولم يُرني وجهَه المحاطَ بالنور.

 

غنيتُ له

وسألتُ خالاتي:

“محبوبُ قلبي كيفَ عني نَفرْ؟”

نذرتُ له خُبزاً وياساً

علهُ يبعثُ الحياةَ في رحميَ اليبيس.

لكن الدمَ فارَ من قاعهِ

في كلِّ مرةٍ

وأطفأ الشموع.

أيها الخضرُ

يا عابرَ الأزمانِ

لماذا لا تجيء؟

لا تقلْ منعتكَ الرؤوسُ الطافيةُ

أو فحيحُ الخردلِ

أو انكسارُ الماءِ

واكتهالُ الغيوم!

أيها الخضرُ

نذرتُ لكَ بِكري

لا تُشِح عني.

لا تأخذني، أنا السبيّةُ الأزليةُ

أنا المسحولةُ من ضفائري

في شوارعِ المدينةِ-المقبرةِ

بجريرةِ آبائيَ البائدي

 

  • في المعتقدات الشعبية الكردية أن الخضر يظهر للفتاة إذا أحرقت شعرة من رأسها في أيام بعينها. وكانت النساء البغداديات يجتمعن في ليالي الأربعاء على ضفة دجلة اليمنى ويطوِّفنَ فيه الشموع المنذورةَ للخضر. وكانت المغنية البغدادية تتوسل خالتها: خالة عليج الله شسمعتي خبر.. محبوب قلبي ليش عنّي نفر؟
عرض مقالات: