لَيْسَ لِلوقتِ فُصُولٌ ،
كَيْ تَتَعرَّى احْزانِيَ في الخَريِفِ،
وَتَتَلوّنَ في الرَبيعِ ،
وَتَقْشَعِرَّ في الشِتاءِ،
وَتَتَصيَّفَ في مَرْجَلِ الانتِظارِ ...
فُصُولِيَ سماءاتٌ مُلَبَدَةٌ بالغَيْمِ ..
فُصُولِيَ بُكاءٌ ....
إنْ لَمْ أجِدْ ما ابْكِيَ عَليْهِ ...
سَيُبْكِينِي بُكائيَ ...
* * *
قَلْبِيَ كأسٌ ...
وَخَمْرُ لُماكِ دَمِيَ ،
وَنَبْضِيَ غِناءٌ لِشَحرورٍ وَحِيْدٍ ...
وانتَ بعيدٌ كحُلمٍ غيْرِ شَرْعِيٍّ ،
لِنائمٍ وقوُفَاً وسَطَ حشوُدِ من الراكِضينَ ؛
هُرُبَاً مِنْ أنفُسِهِم ..
اصنعُك من الصِلصالِ ...
أكورُ خِصْرَك ....
كَنَحّاتِ مُتيَّمٍ بما اقتَرَفَتْهُ يداهُ ،
مِنْ آثامٍ ...
ابقَ كما انتَ ...
لا يَحْتَمِلُ القلبُ فصولَ الرَّحِيلِ...
* * *
ابقَ....
طِفْلاً بِعُمْرِ الكونِ ...
يَصْنَعُ وَطَنَهُ مِن وَحْلِ الغُرْبَةِ ،
تَصْطَكُ اسنانُهُ اناشيدَاً ...
يُغنِّي جوعَهُ ثراءَ الحُقوُلِ ...
اما مَنْ يَخْجَلُ مِنْ دمْعِ طِفْلٍ ؟
طِفْلٌ كُلُّ فصولِهِ أوحالٌ وتِيْهٌ؟
أبقَ حاذِقَاً في جَسَدِ الصِلصالِ ،
اصنَعْ وَطَنَاً لا يتقيأُ أطفالَهُ لَحْظَةَ بِطنةٍ
أخترْ رَبَاً واحِدَاً ....
لا يَسْمَحُ أن يُرْفَعَ سَيْفٌ تَحْتَ خَيْمَتِهِ