اخر الاخبار

الى/ روحي صديقيّ الشهيدين الشيوعيين ابراهيم عبد السادة عثمان وحسن رفيق.

لم يكن الفجرُ سوى

 بيتِنا في عطفةٍ

 بين أعشاشِ الفواختِ

ودقاتِ طبولِ الزنوجِ

 في طاقِ(المهديّةِ) وكانت سفنُ النخيلِ غارقةً بمياهِ الامطارِ

 وصدى همساتِ أدعيةٍ لجدّي

يرتّلُها صدى ملاكٍ مع هديلِ فواختِ السوقِ.

وكانً السوقُ في خطواتِه البكرِ 

زرافاتِ بدوٍ

 وفلّاحينَ

.وعتّالينَ حفاةً

وكنّا نترقبُه ضوءً من عطفةِ زقاقِ (اليهود)..

يطلّ منها

متلفّتاً حذرَ الشرطي السريّ

 فقد آكتشفَ سرَّه في حانةٍ رثّةٍ على

 ضفةِ الفراتِ يوما

(- صفّارتُه المبحوحةٌ ضباحُ ذئبٍ ينتظرُه.

-حزامُه بنقشاتِه اليمانيةِ مزدهيا بخنجرِهِ المثلومِ وبدُرّتِه ذاتِ الرأسِ الحجريِّ.)

وهو

(- كلامُه غابةُ حروفٍ أينعتْ  جداولَ حياةٍ.

-شايُه ترياقٌ

-رغيفُه حلمٌ

-خطاهُ همٌّ

في أزقّةٍ ضائقاتٍ بأنينِ الأرامل والايامى.

-عيناه،

نعم

عيناهٌ افقُ أيائلَ

 ومروجُ طيورٍ

 وأناشيدُ كادحينَ)

كيف أرسمُ صورتَه ؟! وهو أخي المزهوُ  بكتبِه  في بستانِ(مقام ردّ الشمس).

كانت الرايةُ الحمراءُ مشدودةً الى خصرِه. ومسدسُه(الوبلي)

يقظُ  كذئبٍ في نومٍ  .

(المطرقة: بابٌ للفجرِ من حملَها نفحُ الفجرُ سناه ديمةً ماطرةً

والسندان:أرضُ أجراسُها شمسٌ وثمارُها ذهبٌ واشجارُها اناشيدُ الشهداء.)

 وكان ماكان...

لقد قفلوا بابَ الشمسِ بوشاياتِ الأرصفةِ

وأسروا المنجلَ في زنازينِهم السودِ

 وأطالوا حبسَ المطرقةِ في أفرانِ الليلِ

والحمرُ

الحمرُ

الحمرُ

عناقيدُ ثمارٍ تتدلى من جروحِ الشهداءِ

الحمرُ

الحمرُ

الحمرُ

مناشيرُ وأوراقٌ سريّةٌ

تفتح مروجَ الضوءِ

كانتِ الشمسُ أبجديتَها

والمحبةُ جغرافيتَها

وهو بعدَ أنْ قيدوه بالأصفادِ

كان يتلفّتُ موصيا بعينيهِ هواءَ الفجرِ

 رسالة َاملٍ

 وسلامٍ

 لوطنٍ مذبوحٍ من الوريدِ للوريد.

وفي سجنِ(الحلّة)

حين جاءه أبواهُ

لم يجدوهُ

قال الشرطيُّ الخافرُ:

أمسِ فجرا

كان محلّقا في سماءِ (الحلّةِ)

غيمةً أمطرتْ

 مَنّاً

وسلوى

وأملاً.

وهتافا

عرض مقالات: