اخر الاخبار

لتشرين غنيت وما زلت اغني

هَفهفَ الحنينُ

على صدرِ الجبلِ الأشمْ ..

يتقبّلُ وردةَ النعناع

غافيةً بين أصابعهِ المالحة 

تستلُ منه نكهةَ القهوةِ الصاخبةِ

بالهدوءْ

 وتفترشُ العتابَ عند الغيابْ..

بين مروجِ الشوقِ يقتحمُ الندى

غنوةَ الأريج

دمعةً دمعةً يصهلُ العراقُ

في دمِ الياسمينْ ؛ 

وحشودُ المنايا على إثرنا تعوي ..

تتظاهرُ  بالسلام

وتبتكرُ النارَ شاهقاً للخيام

منذُ متى وهذه الساحاتُ

في عُرفنا حرامٌ .. حرامْ !؟

لتشرين غنيتُ ومازلتُ أغني

ومضى الخريفُ عنيفاً وجاء الشتاء ..

كأنَّ الأرض حُبلى ليوم جديد

وعصفٍ قريب ..

ينوءُ بالصيف اذا ما تموز عاد ..

وترتجُّ العثوقُ على صدر نخلةٍ

ثائرةٍ بالهطول ..

وأنا أترقبُ من بعيدٍ - بعيدْ

قد أعودُ في غفلةٍ من الغياب ..

فقيسٌ لم يُجن

وليلاهُ ليست عاهرة ..

والربى القديمةُ ماعادت تلك الربى

 والشعرُ والجسرُ والمنحى

 في الوثبةِ المغروسةِ بالهتافِ الجميل

ندية خضراء بدم الورد

وسورة الصباح

أقسو على مقلتي بكل دخانِ المكرِ

ولا أقولُ للنفاقِ نعم ..

هنيئاً لهم .. هنيئاً لمن قال لا

هنيئاً لمن قال ( أريدُ وطنْ ) ..

أنا مازلتُ حيّاً

ولم تمتُ في عروقي بحّات داخل حسن

(يُمّة يا يُمّه)

وطور المحمداوي

يثيرُ فيَّ شجا هذا الوطنْ ..

وأولادُ بغداد

على آلةِ الضجيجِ يدقّونَ :

( أويلاخ يابه

منهو علَي جابه

ناسي ولا أبالي

هسّه اجه اگبالي ..)

والعراقُ الأبيُّ أبي ..

وقُلْ للمليحةِ في الكمّامِِ الخفي ..

ماذا أبقيتِ لي ؟

غيرَ شيءٍ من عطشِ عينيكِ

وشهقةِ طفلٍ يتيم

يلوذُ من جوعهِ

  الى لقمةٍ في الحاوية

ألقى بها الناهبون

وبسم” الرب المقدّس “

سحقوا كلَّ أسماءِ الوطنْ

بحافرةِ البغالِ كي لا أراه ..

وفي “الحظيرةِ الخضراء “ ..

سادت الهاوية ، واستبدَّ الكفنْ

على ايقونةِ الفنونِ والأدبْ ؛

وليس لنا سوى الصحوة الكبرى

بها نستردُّ عافيةَ الوطن ..

ولوردةِ النعناع

عزفٌ وعطرٌ وشهقةُ دمْ .

عرض مقالات: