اخر الاخبار

في الشارقة أقيم مؤخراً (مهرجان الفنون الاسلامية في دورته الـ 24). لم تختلف دورة هذا العام عن سابقاتها، فالعالمية والابتكار كانا حاضرين، كما تميزت وللمرة الاولى بالمشاركة العربية والمحلية الواسعة. ثيمة مهرجان هذا العام حملت عنوان (تدرجات) والتي عبر عنها الفنانون المشاركون بانماط ورؤى متباينة اتخذت من التدرج اللوني والزمني والهندسي اشكالا لها، كما حضر الضوء بشكل لافت في جميع الاعمال. يستمر المهرجان 40 يوما وبمشاركة “ 56 جنسية “. ويقدم (248) عملا فنيا من حروفيات وجداريات ولوحات في الخط الاصيل والزخرفة، كما يتضمن 151 فعالية من معارض وورش فنية ومحاضرات تضيفها دائرة الثقافة بالتعاون من 26 جهة في امارة الشارقة. تجولنا في المعرض حيث يقدم الفنان عبد الله الملا من الامارات، انموذجا لمصفوفات هندسية، تضع المشاهدين في تجربة مدهشة لشكل التدرج اثناء المسير، اما الهدف من المقرنصات، كما يقول، فهو انشاء منطقة انتقالية وسلسة زخرفية في مساحة هيكلية مكشوفة. كما يعطي هذا الهيكل القدرة على التمييز بين الاجزاء الرئيسة للمبنى، ويكون بمثابة انتقال من جدران غرفة الى سقف مقبب، وعلى غرار البناء الظاهري للمقرنصات والانتقال في الهندسة، ويستلهم “التدرج” لاستخراج ومزج نظام التقسيم الفرعي للانتقال في النطاق والاتجاه مع اضافة البنية والاستقرار. يقول الملا” يعد التدرج جزءا لا غنى عنه في كل عملية ابداعية، حيث صمم التدرج لتكوين لغة بين المكونات الاساسية الدقيقة والشكل النهائي الكلي بصريا، كما ان الاشكال الهندسية هي اسس كل بنية طبيعية، وهي تصور دوما نمو التدرج، مثل النقاط الى الخطوط والخطوط الى الاشكال، والاشكال الى الكائنات الاولية، ومنها الى المعقدة. بيئة متاحة ترتكز ممارسة الفنانة الهندية سيميرين مهرا أجاروال الفنية على كيفية فهمنا للطبيعة، وتحولاتها من الازدهار الى الانحلال في سياق تواريخ الحروب والقضايا المعاصرة لتغير المناخ. كما يستكشف عملها الهندسة المعمارية الدقيقة والهندسة في الطبيعة ويربطهما مع البناء من صنع الانسان، لفهم كيف يمكن نشر الاساليب المستدامة في اعادة بناء الغابات... ولتعزيز موطن الانواع المهددة بالانقراض. وعبر الرسومات والمنحوتات والنقوش البارزة تبتكر سيميرين تركيبات معقدة تفكك بدقة، حتى ادق التفاصيل، لاستخلاص المعاني والروابط الخفية، مما يترك المشاهد مع وعد بعالم خيالي مستقبلي يتسم بالتعايش بين الانواع المتعددة. تغطي اعمالها مساحات كبيرة على الجدران وتخلق بيئات حيوية تستكشف مفاهيم النمو اللامتناهي مع تجسيد خصائص النمط الاسلامي داخل نسيج العمل، والانتقال من الهياكل البسيطة الى غير المتجانسة لتصوير التدرجات الهندسية. في جداريتها التي حملت عنوان “ غير متجانس- استخدمت الفنانة مواداً متنوعة لتقدم عالمها الخاص، عبر جدارية، فيما يوظف الفنان الايراني - الكندي ساسان ناصرنيا ايقونات عالمنا- الماضي والحاضر- لانشاء معجم مرئي خاص به، وكان نهجه في عالم الخط رحلة شخصية لايجاد طرق جديدة لانشاء اشكال الحروف من المفاهيم الاكثر حداثة، وتفكيك قواعد الخط العربي والاستعارة من الانواع الاولى لهذا الفن، طور تنسيقه المميز للكتابة، والذي يسميه “ الكوفي المجنون”. وحسب ناصرنيا فان للخط الكوفي المجنون خصائص فريدة تسمح للفنان باستكشاف مفهوم التحول في عالمنا الطبيعي والخارجي. وفي محاولاته الاخيرة، استحدث نهجا جديدا تجاه بنية الخط، حيث يكون النص في معظم الاحيان خاليا تماما من المعنى، بينما في المقابل، قد يشير الفضاء الفارغ الى تخمين ميتافيزيقي.

عرض مقالات: