اخر الاخبار

لأني لا أملك نهرًا

تركت دمعي قافية الماء

لأني لا أملك بستانًا

تركت نخلةً وحيدةً

كنت أقرأ عند جذعها

تسقط تمرها كلما جعت

لأني لا أملك غيمةً

نفخت في النار

كي يلتهب الوجع كثيرًا

لأني لا أملك قصبة

صنعت من الحزن نايًا

كي لا أنسى

ما أمتلكه

حزنًا يحتاح لحنًا

تركت الشجن لكلمات

لم أقلها بعد

لأني لا أملك ناقةً

تركت عصاي في التيه

حتى لا أدلّ خطاي على السجود

لأني لا أملك ليلًا

تركت الأحلام

تشاركني الملاجئ

تحتمي بيقظتي

كلما هزّت القذائف سحنتها

لأني بلا أسوار

فتحت ذراعي

كي تنجب الآفاق مدى

يستريح عنده العابرون

يراقصون ظلّهم

كلما سطعت شمس النهارات

وقال النشيد

ما لم تقله المعارك

لأني لا أملك بستانًا

تركت المياه جاريةً

لتسقي الطيور

كلّما نادى العطش

لأني لا أملك التراب

تركت الطين

يصيّرني رقيمات

كي لا ينسى الأثر

وتندثر العظام المنخورة

بالرصاص

لأني أحببت الغناء

رحت أدور في الأحلام

اوزّع سبيل الورد

ليبقى العطر

منسابًا من سيدوري

كي لا يصاب جلجامش

مرّة أخرى بالغرور

لأني محاطٌ بالشتاء

لا أملك غير جذوع الحزن

كي أتدفأ كثيرًا

في حضن القصيدة

عرض مقالات: