المقبرة الجماعية الوحيدة
التي ما زالت على قيد الحياة
هي المخيمات
مطالبون بتفسير
منظري المناهج المدرسية
كيف تحول درس
دار ، داران ، دور
إلى ..
خيمة ، خيمتان ، خيم
بيتنا خيمة
مدرستنا خيمة
مستشفانا خيمة
روضتنا خيمة
متجرنا خيمة
فقط الوطن
لم يكنْ لنا خيمة
الخيمة
ابنة غير شرعيِّة
للبيت
الخيمةُ شجرة
بُتِرتْ ساقُها
في إحدى الحروب
الستائرُ
على واجهة دكاكين مخيمنا
هي خيم متقاعدة
الخيمة تكتب الشِّعر
وتتذوَّق الموسيقى
لأنها كَّلما سمعتني أقول ( أمِّي )
تبكي
للخيمة مشاعرٌ
فكلما سمعتْ فيروز تغني
تصبحُ شجرة
حينما أستيقظ مصفِّفَ الشَّعر
تبتسم خيمتي
فهي تعلم أن أمِّي السَّبيَّة
هي من مشطتني في الحلم
عادت السبيَّة للوطن
فاستقبلتها
خيمةٌ
كبيرُ جدا أنف خيمتِنا
لدرجة أنَّه
تحمَّل رائحةَ ذلك السياسي
الخيمةُ المثقوبة
مثل البرلماني
كلاهما لا ينفعان
لا في الصَّيف ولا في الشِّتاء
نعم أعترف لكم
كنت وحبيبتي نحلم بخيمة
لكنْ ليس مثلَ هذه الخيم
الخيمُ مثلَنا
تعشقُ وتغني وتشيخُ وتمرض
لكنها عندما تموت
تموت واقفةً
عمود الخيمة
عكاز آثَرَ الثَّباتَ
على عبودية السَّير
في دروبٍ العميان
مسكينٌ صغيري
يعتقد أنَّ بيوتَ البشر كلِّهم
خيمةٌ
بعضها تصاب بالاكتئاب
خاصة تلك الخيم
المزدحمة بصورِ أطفال
قضوا عطاشى
أين تسكن ؟
في الخيمة رقم ... !
وأنت ؟
في الخيمة رقم ... !
أين سنلتقي مجدداً
عند الخيمة رقم ... !
كيف غرقت يا وطن
في دوامة هذه الأرقام البائسة