يتفاوضُ الساسةُ، وأمُّكِ، في المطبخ، تغسل الصحونَ: تترنمُ بأغنية عن الحب، عن الأنهار، وتغوص حتى القعر في خواطرها، لتصطاد ابتسامة توّزعها على الصور ، صور الغائبين عن المائدة .
يتناقشُ الساسةُ، والعصافيرُ تنقرُ الحَبَّ، فيما الشجرةُ تهزّ الريحَ، وتكنس الأوراقَ المتساقطة عن بهجة العشب .
يتشاجر الساسةُ، فجأة، فتتوقف الأغنيةُ: يسيل الدمُ من الصور، صور الغائبين عن المائدة، فتكسر أمُّكِ الصحونَ، تسقطُ الشجرة ميتةً بشظية عابرة، والعصافير تفرّ من الحديقة ..