اخر الاخبار

يطلق مفهوم الذكاء الاصطناعي على القدرات التي تبديها الآلات والبرامج، بما يحاكي القدرات الذهنية للبشر، مثل التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي معني بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.

حيث تمكِّنت الآلات المحوسبة من محاكاة الذكاء البشري في التعلم واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتنبؤ بالنتائج، والتوصيات والمفاضلة بين الخيارات لتحقيق أهداف محددة.

وشكل تطور لغات البرمجة والإعلام الآلي حافزا للمضي قدما في تعزيز الذكاء الاصطناعي لدرجة أنه أصبح علما قائما بذاته، يجمع بين العديد من العلوم الأخرى كالبرمجة والمنطق والرياضيات وحتى علم النفس والفلسفة.

لذا يعد سِمة العصر الحديث البارزة، طوَّره الإنسان لخدمته في إنجاز مهماته بدقة كبيرة وسرعة عالية وموثوقية رصينة.

وهو من أكثر التقنيات الحديثة إثارة وتأثيرًا في حياتنا اليومية. بمعنى انه يشير إلى الأنظمة أو الآلات التي يمكنها محاكاة الذكاء البشري لأداء المهام، كما تملك القدرة على تحسين نفسها بناءً على المعلومات التي تجمعها. هذه الأنظمة تستطيع التعلم، التخطيط، حل المشكلات، وفهم اللغة البشرية. ومع تقدم الزمن، شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا هائلًا بفضل التقدم في الحوسبة، وتوافر كميات ضخمة من البيانات. يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من جوانب حياتنا اليومية بطرق قد لا نلاحظها. من خلال مساعدات الذكاء الاصطناعي حيث يمكننا التحكم في الأجهزة المنزلية، وإجراء المكالمات، وإرسال الرسائل. كما تُستخدم تقنيات التعلم الآلي في التوصيات على منصات البث  ما يساعدنا في اكتشاف محتوى جديد يناسب اهتماماتنا.

 اذن الذكاء الاصطناعي بدأ يشقّ طريقه إلى مختلف جوانب حياتنا، وهو يعِد بتغيير العالم كما نعرفه.

تعود جذور الذكاء الاصطناعي إلى منتصف القرن العشرين حيث توصل العلماء إلى إمكانية تصميم آلات قادرة على التفكير حيث يمكنها محاكاة الذكاء البشري لأداء المهام، كما تملك القدرة على تحسين نفسها بناءً على المعلومات التي تجمعها. هذه الأنظمة تستطيع التعلم، التخطيط، حل المشكلات، وفهم اللغة البشرية.

ان لغة البرمجيات اليوم قد ساهمت في بيان دقة المعلومة وسرعة الحصول عليها  عندما يتعلق الأمر في الحصول على الخبر في مجال الصحافة والأعلام المرئي والتي تسعى إلى سد الفجوة المعرفية في هذا الكون المترامي وذلك من خلال أداء عالٍ لتطبيقات الذكاء الاصطناعي القادرة على رفع الحواجز المكانية والتي تعكس وحدة التنوع الثقافي واللغوي للعالم  من على شبكة الإنترنت. وهذا باب من الأبواب التي يمكن للمثقف  أن يجد عن طريقها لنفسه موطئ قدم في العالم الرقمي. ومن خلال مواكبة العصر.

وتمكن الذكاء الاصطناعي من إحراز تقدم كبير في  إنتاج النصوص المكتوبة تلقائيا، والتي يمكنها أن تساعد المستخدمين في التعبير عن أفكارهم بطريقة أسرع وأكثر وضوحاً في تسهيل عملية الكتابة والتصحيح اللغوي من خلال تطوير أدوات ذكية تساعد في تصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية في النصوص، وتقديم اقتراحات لتحسين الأسلوب ورفع مستوى جودة الصورة لاسيما فن السمعي البصري هو أيضاً من بين المجالات التي خطا فيها الذكاء الاصطناعي خطوات مهمة، حيث تم تطوير تقنيات التعرف على الصوت والكلام وتحسين القدرة على التعرف  في مجالات مثل الأبحاث الأكاديمية، والإعلانات الرقمية، والأنظمة الأمنية

وبالرغم من الفوائد العديدة التي يجلبها الذكاء الاصطناعي.

وفي الطرف الآخر للمعادلة؛ هناك تحديات ومخاوف تتعلق بتأثير الجماعات المسلحة والمتشددة على مواكبة هذا التطور العصري ومن بين هذه المخاوف..

 فكرة الذكاء الاصطناعي كونه يستقطب الشباب إلى صفوفه وغرس في عقولهم مفاهيم نقدية حجاجية وافكار معاصر تثير الجدل ضد مشروع هذه الجماعات المتشددة ودحضهم.

في المستقبل ستمتلك هذه الانظمة  قدرة كافية على الدخول في سجالات حول مفاهيم وجودية ما سيثير حفيظة تلك الجماعات عن طريق تحرير الوعي.

هذه الأفكار الدينية المحافظة التي ترفض التغيير وتصر على بقاء الأفكار القديمة الجامدة ليست مقصورة على المسلمين... تاريخياً كانت الكنيسة وبعض الفئات المتعصبة سباقين في رفض الأفكار والتيارات الحديثة المتعلقة بالسلوك الاجتماعي.

وتكمن خطورة الجماعات الدينية المتطرفة في حقيقة الإصرار على تطبيق معايير أخلاقية ودينية صارمة حسب مفهومهم، كما أن لديهم الاستعداد لاستعمال العنف ضد كل من يختلف معهم في الرأي والعقيدة أو الدين أو المذهب مثل الأقليات في بلداننا والأجانب في الخارج.

بسبب وجود بيئة اجتماعية حاضنة للإرهابيين والدليل على ذلك وجود مفكرين ورجال دين يروجون للإرهاب وهنالك جماعات وجمعيات أهلية إسلامية تجمع التبرعات للأنشطة الإسلامية المختلفة.

من هنا تصبح مهمة المثقف توحيد الصف والكلمة ورفض زج الدين بالسياسة واتباع سياسات منفتحة على العالم والأقليات في بلداننا ودحض كل مفاهيم الإقصاء والكراهية ضد الآخرين وهذا يتطلب تحجيم خطب الكراهية التي يروج لها دعاة التطرف الديني.

اذن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية عابرة، بل هو ثورة في عالم التكنولوجيا.. ومن المهم أن نكون مستعدين للتكيف مع التغيرات التي سيجلبها.

وإن مستقبل الذكاء الاصطناعي يبدو مشرقًا كونه يساهم في حل العديد من المشكلات العالمية مثل التغير المناخي، والأمراض المستعصية. بمعنى أن يكون أداة قوية لتحسين حياتنا إذا تم استخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي

،لذا يجب على المجتمعات والحكومات اتخاذ خطوات مدروسة. ومن بين هذه الخطوات: يجب توفير برامج تعليمية وتدريبية لتأهيل الأفراد للعمل في بيئة تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.

 كذلك وضع تشريعات وسياسات تنظيمية؛ لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول.  ولا بدّ من دعم البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي؛ لضمان تطور هذه التقنية بطرق تعود بالفائدة على الجميع. كما ينبغي توعية الجمهور باستخدامات الذكاء الاصطناعي، وفوائده، ومخاطره؛ لتجنب الخوف غير المبرر والتعامل معه بواقعية.

أما في المستقبل فستكون حاجة البشر للذكاء الاصطناعي مطلباً جماعياً ويصبح في حد ذاته مصدراً للقيم الإنسانية. فتصير فلسفة الذكاء الاصطناعي هي مصدر القيم الإنسانية، ويصبح الذكاء الاصطناعي هو مصدر التشريع والقانون.

قد يحدث ذلك خلال السنوات القليلة القادمة، وقد يحدث في المجتمعات كافة، لكننا سوف نشهد وضع حجر الأساس لهذه المنظومة القيمية الجديدة، التي أصبحت قادمة لا محالة.

وتدريجياً، سوف يصبح النموذج هو الأمثل للمعرفة لدى الإنسان، فهو لا يخطئ، ويتذكر ما يعجز البشر عن تذكره،  ويستطيع القيام بجميع المهام التي يقوم بها الإنسان وبصورة أكثر كفاءة منه، فيبدأ البشر في الشك في قدراتهم وأفكارهم ومعلوماتهم، لكنهم لن يشكوا أبداً في قدرة النظام الذي خلقوه بأنفسهم وأوجدوه، فيتم ترقية هذا النظام الصناعي لكي يعلو على مرتبة البشر، ويصبح مصدر الحكمة الإنسانية والمعرفة ومنظومة القيم الحاكمة للمجتمع.

ولذلك يحاول نظام الذكاء الاصطناعي إنشاء وعيه الخاص بناءً على المعارف التي يكتسبها، والبيانات الضخمة التي يحللها، والخبرات التي يتعرض لها. وتسير عملية التعلم هذه بمتوالية أُسية تضاعفية، على عكس طريقة تعلم الإنسان التي تسير بمتوالية حسابية متذبذبة، فيقوم النظام الذكي بتشكيل وعيه في وقت قصير جداً مقارنةً بالوقت الذي يستغرقه الإنسان في تشكيل وعيه الشخصي، وبالتالي يسبق وعي الآلة وعي الإنسان ويؤثر عليه ويساهم في تشكيله.

إن الطريقة التي يفكر بها الذكاء الاصطناعي ويتخذ بها قراراته تختلف تماماً عن تلك التي يفكر بها البشر، فهؤلاء محكومون في تصرفاتهم وقراراتهم بخبراتهم الذاتية ومبادئهم الإنسانية والمواقف التي مروا بها ومنظومة القيم التي تسيطر على الأفراد والقوانين التي تحكم المجتمع.