ذاتَ صباحْ
شَاعِرَةٌ عَاشِقَةٌ، سَأَلَتْ
وَهْيَ تُعِيدُ قِرَاءَةَ آخِرِ مَا كَتَبَتْ
كَمْ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِي،
يَقْرَأُ شِعْرِي؟
هَلْ حَقًّا لَا يَقْرَأْهُ
مَنْ أَعْشَقُهُ
وَأَنَا أَكْتُبُهُ،
كَيْ يَقْرَأَهُ؟
صَمَتَتْ، وَبَكَتْ
وَ بِحُزْنٍ هَمَسَتْ
هَلْ كُلُّ اَلشُّعَرَاءْ
يَعْتَبِرُونَ اَلشِّعْرَ حَيَاةْ
وَالدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ اَلشِّعْرِ مُوَاتْ؟
ذاتَ مَسَاءْ
كَانَتْ تَتَخَيَّلُ أَنَّ اَلْأَقْمَارْ
تَكْتُبُ لِلْأَنْجُمِ أَحْلَى اَلْأَشْعَارْ
فَيَصِيرُ اَلْكَوْنُ جَنَائِنَ بَوْحٍ
وَتَفِيضُ اَلْأَنْهَارْ
بِالعِطْرِ وَبِالْأَزهَارْ
كَانَتْ تَتَخَيَّلُ أَشْجَارًا
تُثْمِرُ أَشْعَارًا
فَيَشِعُ اَللَّيْلُ ضِيَاءْ
وَتَظَلُّ اَلْأَنْوَارْ
صَاحِيَةً لَا تَعْرِفُ نَوْمًا
لَيْلاً وَ نَهَارْ
حُزْمَة نُورْ
تَحْتَ سَمَاءٍ
مَا كانَتْ تُبْصِرُ فِيهَا
قَمَرًا أَوْ نَجْمًا أَوْ شَمْسْ
كَانَتْ تَسْمَعُ شِعْرًا
يَنْسَابُ بِهَمْسْ
مِنْ حُزْمَةِ نُورْ
تَتَنَشَّقُ أَشَذَاءَ وُرُودٍ وَزُهُورْ
فَتَصِيرُ اَلدُّنْيَا
كُلُّ اَلدُّنْيَا
شِعْرًا وَحَنَانًا وَحُبُورْ