اخر الاخبار

إلـى أبنـاء الـوطــن

هل فارقتَ الوطنَ الحبيبَ؟

أم فارقَك ذاك القريب؟

أأنتَ غريبٌ عن الديار؟

أم هاجرَت بلا حبييب؟

فالسربُ عائدٌ في الربيع،

يعودُ الطيرُ بلا نحيب،

فما له في الرجوع نصيب...

رياحُ الغربةِ لا تهدأ،

العواصفٌ ليست بنسيمْ،

ألحانُهم ليست لي،

صوتٌ غريبٌ لا نديم،

والناسُ غرباءٌ معك،

لا قريبَ منهم لا حميم

لا معنى للإنسان فيهم،

لا عدلَ في المقياس،

ولا إيمانٌ خالصٌ،

ولا صفاءٌ أو إخلاص،

يُنادون بالأخوّة، لكن

لا صدقَ، لا إحساس،

نهرُ الدموع، وهمُّ دنيا

عقيمٌ ما له أنفاس...

قصورُهم، حورُهم، ما نفعُها؟

ألماسُهم، كنزُ الزمان؟

سلاطينُهم، ملوكُهم،

زهوُهم محضُ دخان،

فذاك الإسكندرُ العظيم

ماتَ واليدُ في هوان،

فارغ اليد تركَ الحياة

وانتهى مثلَ الجميع...

أرضُ الجدودِ سندٌ لنا،

جبالُها حصن أمين،

تُرابُها جنّةُ الأماني،

ومسكُها عطرُ الياسمين،

ولو كنتَ في الغربةِ مَلِكًا،

فأنتَ بلا وطنٍ مهان،

فلا شرفَ إن لم يكن

ترابُه لكَ جنة نعيم ...