في آخِرِ الأيامِ حين تُحَدِّقُ
عمراً سَتُبْصِرُ في المتاهَةِ يَغْرَقُ
طفلاً تُغادِرُهُ الدروبُ وَتَخْتَفي
وَيَظَلُّ يحدوهُ انتظارٌ احْمَقُ
أُنثى سَتَنسى ثُمَّ يَكْبُرُ جُرْحُها
في قَلْبِ عاشِقِها وَلَيْسَتْ تُشْفِقُ
وَتَرى بلاداً قَدْ كَبُرْتَ بِظِلِّها
بينَ الطوائِفِ كالفراشَةِ تُحْرَقُ
وهناكَ تُبْصِرُ نَخْلتينِ تُسامرانِ
الحُزْنَ في نَهْرٍ يَضيقُ وَيُخْنَقُ
وَهنا صغارٌ يَلعَبونَ على الرَصيفِ
و مَرَّ موتٌ عاصِفٌ فَتَفَرَّقوا
في آخِرِ الأيامِ كيف سَتَنْتَهي
وعلى مُتُونِكَ ألفُ حُلْمٍ يورِقُ
سَتَكونُ وَحْدَكَ آخِرَ الليلِ الطويلِ
بِكُلِّ أحزانِ الحياةِ تُطَوَّقُ
تَذوي وَتَذوي كُلَّما فَكَّرْتَ
بالأحبابِ مُذْ غابوا ... بِروحِكَ أشرَقوا
وَتَموتُ شَوقاً كُلَّما أَبْصَرْتَ أُمَّكَ
في التصاويرِ التي تَتَشَقَّقُ
في اخر الايام تسأل من مضوا
نحو السماء وفي خيالك حلقوا
غادرتموني يا رفاق طفولتي
في أي يوم قد تُراني أَلْحَقُ؟
فيقول صوتٌ هامس مسترسل
ستغيب يوما يا صديقُ وتسبقُ
وتَكونُ أَقْرَبَ لليقينِ وَ مُدْرِكاً
أَنَّ الحياةَ حِكايةٌ لا تَصْدُقُ