اخر الاخبار

ما الذي سأفعله بكل هذه الأوراق

وهذه الكلمات التي تتأوّه في كلِّ فاصلةٍ

من حياتي

لمَ كلّ هذه القصائد

التي جعلتني ابتلع سنواتي

وأنا احاول

أن أقبض بأصابعي على الرياح

ولم تنتزع من رأسي قبراً

أكان عليّ أن أخفيها

صمتاً نازفاً في الأعماق

وأنا أملأ هذا الغياب

بانتظارٍ أعمى

فيما الزمن يعبرني ضاحكاً

دونما يلتفت إلى الأشجار

أو يصيخ السمع لندائها

_ تريّث قليلا

تريّث أيّها الزمن_

لهذا أجدني

كلمّا رأيت شجرةً وحيدةً

على رابيةٍ

اجهشت روحي بالحنين

كلمّا أشرت إلى طائرٍ في البعيد

وخزتني شوكة في مرايا دمي

وتلمّستُ جرحاً بعمق المسافات

كلّما

احتفت قصائدي بالشموس

خانني الضوء

وساءلتني بلادي

من أين يجيء هذا الصدى

الذي يتأوّه في كلِّ فاصلةٍ

من حياتي

حياتي

مثل مسبحةٍ لضمتُ حبّاتها

بضجيج الكراجات

الذي يعجُّ بالجنود العائدين من الحرب

والغاديين إليها

لضمتها برسائل حبيبتي

 التي يتلعثم عطرها بين أصابعي

حين افتحها

لضمتها بالصباحات البهيّة

التي تشرقُ من عينيّ أبي

أبي الضرير

لضمتها  بصوت سرف الدبابات

 وحزن الأشجار

 حين يتفيّأ ظلالها جنود الاحتلال

لضمتها بليل الزنّزانة الانفرادية  رقم 54

في قصر النهاية

حينما  كنت أحتضن الوطن

وأنام في ظلمتها

و حوّلتُ جدرانها إلى دفاتر

في كلِّ ورقةٍ فيها

حفرت شيئاً من روحي

وحين خرجت

ليس معي سوى أفقٍ مهجورٍ

وحقيبة أوراق

ما لذي سأفعله بهذه الأوراق

هل لي أن أقول لها

هاتي يديكِ

واخرجيني من جبِّ الكلمات

 كي أعبر هذا الضجيج

وهذا الدويُّ المزامن حياتي

عرض مقالات: