يا ليل غزة
يا ليلُ غَزَّةَ، الماردُ قصفَ العِبادَ
أفَلا يجيءُ الفجرُ، يَمْحُو السّوادَ
هُنَا حِكَايَاتٌ، لَمْ تُحْكَ بَعْدُ
وَأَحْلَامُ عاشقٍ لم يُسعِفْهُ العَهْدُ
هُنَا صَغِيرٌ يَسْأَلُ عَنْ أَبِيهِ
وَأُمٌّ تَجُوبُ الْرَّمَادَ تَبْغِيهِ
تَسْأَلُ الرُّوحَ عَنْ فَجْرٍ بَعِيدٍ
ويصرخُ الجسدُ: هل مِنْ مَزيدٍ؟
يَهْمِسُ الْأَمَلُ، فِي ثَنَايَا الظَّلَامِ:
لَا بُدَّ لِلْفَجْرِ، أَنْ يَلُوحَ أَمَامِي.
حلمٌ أم كابوس؟
1
لَا خُبْزَ فِي الْخَيْمَةِ..
لَا شَايَ..
لَا مَاءَ..
لَا هَوَاءَ..
لَا سُكَّرَ..
ثَمَّةَ الْقَلِيلُ مِنَ الْمِلْحِ. ضَعْهُمْ عَلَى الْجُرْحِ وَانْسَ فِكْرَةَ أَنَّ الْخُبْزَ الْأَبْيَضَ لِلْيَوْمِ الْأَسْوَدِ، وَانْسَ أَنَّكَ هُنَا فِي جَحِيمٍ يُدْعَى غَزَّةَ.. تَحْيَا.
2
أَكَانَ حُلْمًا أَمْ كَابُوسًا حِينَ رَأَيْتُنِي
بِأُمِّ عَيْنَيَّ مُسَجَّاةً فِي نَعْشِ،
وَالْمُجَنْزَرَاتُ مِنْ حَوْلِي تَحْصُدُ مَنْ تَبَقَّى مِنْ أَهْلِي،
وَرَائِحَةُ الْبَارُودِ تَخْنُقُ أَنْفَاسِي،
وَالْأَرْضُ تَنْزِفُ دَمًا قَانِيًا،
وَصَدَى صُرَاخِ الْأَطْفَالِ يُمَزِّقُ رُوحِي.
وَالْأَشْلَاءُ تَتَطَايَرُ كَكُرَاتِ الثَّلْجِ فِي الْفَضَاءِ.
أَكَانَتْ فَزَّاعَاتُ الْحُقُولِ تَئِنُّ تَحْتَ بَسَاطِيرِ الْجُنُودِ،
وَالنَّخِيلُ يَنُوحُ عَلَى أَرْضٍ يَبَابِ، أَمْ هُيِّئَ لِي!!
أَكُنْتُ فِي الْفِرْدَوْسِ أَمْ فِي الْجَحِيمِ أَمْ فِي غَزَّةَ،
حِينَ رَأَيْتُ مَا رَأَيْتُ، فَتَلَعْثَمَتِ الْكَلِمَاتُ فِي فَمِي،
خَارَتْ قُوَايَ وَتَسَاءَلْتُ:
أَأَنَا عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ أَمْ مِنَ الْقَهْرِ..قَضَيْتُ..!!!
هَلْ مِنْ بَصِيصِ أَمَلٍ فِي هَذَا الظَّلَامِ الدَّامِسِ أَمْ أَنَّ الْأَمَلَ صَارَ عَاطِلًا عَنِ الْأَمَلِ؟!