في الحربِ... يرتفعُ صوتُ البارود، ويخفتُ صوتُ الضَّمير.
عيونُ الجنودِ مناظيرُ موتٍ، تقيسُ المسافةَ بينَ الأمسِ والعَدَم.
في الحربِ، تتشابكُ الذَّاكرةُ والنِّسيان، كأنّهما وجهانِ لعملةٍ واحدةٍ، وجهُ الموتِ ووجهُ الحياة."
في الحربِ... يتحوّلُ الوطنُ إلى خريطةٍ ممزّقة، والذِّكرياتُ إلى أطلالٍ دامية.
في الحربِ... يضيعُ صوتُ المغنّي، وتتحوّلُ الكلماتُ إلى صرخاتٍ مكتومةٍ.
في الحرب... تتساقطُ الأقنعةُ، وتظهرُ الوجوهُ الحقيقيَّةُ للشَّرِ.. للبَشَرِ.
في الحربِ... يغيبُ القمرُ، وتكتسي السَّماءُ بسوادِ الحِدادِ.
في الحربِ... تتوقَّفُ عقاربُ الأَمَلِ، وتتجمّدُ اللحظاتُ في ذاكرةِ الألم.
"في الحربِ، تُصبحُ الكلماتُ رصاصًا، والصمتُ قنبلةً، والذاكرةُ مقبرةً جماعيَّةً."
في الحربِ... يرتدي الحُبُّ قناعَ المُقاوَمة، ويصبحُ كلُّ لقاءٍ معركةَ بقاءٍ صغيرةً.
في الحربِ... تتحوَّلُ القبلاتُ إلى عهودٍ صامتة، والدُّموعُ إلى رسائلٍ مشفَّرة.
في الحربِ... يكتبُ العشَّاقُ قصائدَ حُبٍّ بالرَّصاصِ، ويُوَقِّعُونها بدموعِهم.
في الحربِ... يصبحُ الوطنُ حبيبةً مفقودةً، والحُبُّ وطنًا بديلًا.
في الحربِ... يتزوجُ الحُبُّ مِنَ الصَّبرِ، ويُنجبانِ أطفالًا مِنَ الأملِ المُشَوَّهِ.
في الحربِ... يرقصُ العشاقُ على أنغامِ القنابلِ، ويغنُّونَ للحبِّ المنتصرِ.
في الحربِ... يتبادلُ الأحبةُ النَّظراتِ الأخيرةِ، كأنَّها رسائلُ وداعٍ أبديّة.
في الحربِ... يكتبُ العشاقُ رسائلَ حُبٍّ على جدرانِ الرّكامِ، كأنَّها صرخاتُ أملٍ.
في الحربِ... يشيخُ الحُبُّ قبلَ أوانه، ويذبلُ الأملُ في حدائقِ الصَّبرِ.
في الحربِ... يتحوَّلُ العناقُ إلى درعٍ واقٍ، يحمي العشاقَ من قسوةِ العالَمِ.
بينَ قُنْبُلَتَيْنِ، يُومِضُ الأملُ، غدًا سنحبُّ الحياةَ، وإنْ كانتْ رماديّة.
في الحربِ... يختبئُ الحبُّ في زوايا القلب، وينتظرُ لحظةَ الخلاص.
بينَ أنقاضِ البيوتِ، ينبتُ الحُبُّ كزهرةٍ بريّةٍ، تتحدَّى ا
التَّهجيرَ والدَّمارَ.
في الحربِ... يصبحُ الحبُّ سلاحًا سِريًا، يقاومُ اليأسَ ويمنحُ الحياةَ معنى.
في الحربِ... يُولدُ الأملُ من رحمِ اليأسِ ولادةً قيصريَّةً، وينبتُ الزَّهرُ مِنْ بينِ ركامِ الذِّكرياتِ اللئيمة.
في الحربِ... يتحوَّلُ القلبُ إلى قنبلةٍ موقوتةٍ، تنفجرُ بالحُبِّ والشَّوقِ الباليستي.
في الحربِ... يصبحُ الصَّمتُ لغةَ الحبِّ الوحيدة، والعيونُ هي الرَّسائلُ المتبادلة.
في الحربِ... يولدُ الحبُّ من رحمِ الألمِ، وينمو كشجرةِ زيتونٍ شامخة