قل للساكتين انك قادم/ لتخيط خيمة وطن تشريني
لذلك لا تحزن أيها الرفيق..
أنت وحدك من تطرق الأسئلة
وتفتح بمنجلك مغلفات الأجوبة
خذْ رايتك وأمض من جديد..
الدروب التي تشتهيها تنادي فيك الإحمرار
والغيوم التي في "بشتاشان" ما زالت تلوّح لك
هناك حيث "الموناليزا" تنشر القههقهات على السفوح
ذخيرتك المخزّنة مثل حقول "البابونج"
وعتاد أغنياتك التي تهديها للوطن والناس..
يمكنك الآن مزاوجتها ولفّها بمنديل "العمّة زكية"
لك أن تخرج من خاصرتك المزامير
تروّض بها أفاع مازالت تتربص بحنجرتك
لهذا لا تحزن يا رفيق..
يمكنك دائماً طحن أحلامك بـ(رحى) الإنتظارات
وعجن ذاكرتك بماء جريدة تقودك الى الطرقات
هناك..
حيث يتجمع الرفاق لكتابة نشيد أممي مموسق
حيث لا نسيانات تطوّق ذاكرتك بريح منطفئة
حيث لا ليل جاثم على "برافدا" الأمنيات
أمنيات الوطن الحرّ، مثل دخان سجائرك
أمنيات الشعب السعيد، مثل أمّ عاد وحيدها سالماً..
من موائد حروب الالمجانية
لا تتعجب أيها الرفيق..
لا قمصان حمر ستقدّ من قبل
شعر الرفيقات لن يشدّه سماسرة الدكتاتور
الأزقة التي كنت تقصدها لن تخذلك
فقد استقامت شوارع الفتية..
ولن تنعرج بهم الى الأقبية المظلمة
لهذا لا تحزن أيها الرفيق..
فقد حان وقتك من جديد
فأركل ظلامك العنيد بقدم من ضوء
واصفع كل جدرانك الرطبة بنار حمراء
وقل للساكتين أنك قادم..
لتخيط خيمة وطن تشريني،
لن تقاطع صوته الشائعات
ونباح الكلاب المربوطة بنوافذ التاريخ.