اخر الاخبار

مواساة

من الرفيق نضال مضية

(نائب الامين العام للحزب الشيوعي الاردني) بوفاة الرفيق الفريد سمعان

للفقيد المبدع الرحمة، ولعطائه الغزير متعدد الحقول الخلود، والسكينة والسلام لروحه التي ستبقى تلهم أجيال المناضلين من أجل الحرية والعدالة واشاعة الجمال والمحبة بين بني البشر، َولأسرة الفقيد العزيز وذويه ورفاقه ومقدري افضاله أحر التعازي واصدق مشاعر المواساة.

  • ••••

من الرفيق صلاح عدلي، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري

تعازينا القلبية لأسرة الفقيد، الرفيق الراحل الفريد سمعان، ولكل الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي.

  • ••••

الرفيق رائد فهمي المحترم

الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي

ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر رحيل الرفيق المناضل الفرد سمعان، إننا إذ نرفع لكم ومن خلالكم إلى اللجنة المركزية وكافة أعضاء الحزب الشيوعي العراقي وكل أهله ومحبيه خالص تعازينا القلبية، فإننا كذلك نقف لنستذكر الإرث الأدبي الذي كان يمثله والمسيرة النضالية التي اختطها مع رفاق دربه ودفع في سبيلها جل حياته من الملاحقة إلى المعتقلات حيث مكث فيها سنين طويلة.

إن عطاء الرفيق اللامحدود وتضحياته تفصح عن قامة وطنية متقدة، اختزلت في ذاتها تاريخ حزب ومحطات مضيئة سيظل ضياءها مشع ينير لنا الطريق ويستلهم منها الرفاق السائرين على الدرب ثباتهم.

للرفيق الراحل المجد والخلود.. فلتنم يا رفيق الفرد سمعان قرير العين.

خليل يوسف رضي

الامين العام

المنبر التقدمي – البحرين

  • ••••

الشاعر الكبير ألفريد سمعان.. وداعا!

عام 2021 أبى إلا ان يفتتح مواسمه بخبر محزن. ففي الخامس من كانون الثاني/يناير الحالي غادرنا في رحلته الأبدية المناضل الكبير الاستاذ الشاعر: الفريد سمعان، أحد نجوم الثقافة الوطنية والديمقراطية... وبرحيله تنكس الثقافة العراقية الحرة والديمقراطية قامتها، وبفقده نودع مبدعا كبيرا، ووطنيا نبيلا ويساريا صادقا.

لقد كان فقيدنا العزيز، انموذجاً للشخصية العراقية الوطنية التي التزمت بمبادئها وقيمها التقدمية. فقد كان على الدوام يحلم بوطن ترفرف عليه رايات العدالة والمساواة، وهو الذي أسهم إسهاما كبيرا في نضالات شعبنا العراقي من Hجل الاستقلال والكرامة والحرية والديمقراطية وإنهاء الاستغلال بمختلف أشكاله، والدفاع عن مصالح الشعب والكادحين على وجه الخصوص. 

لقد عاش الفريد سمعان حياة خصبة دفاعا عن القضية الكبيرة للكادحين وبسطاء الناس، لذا كانت حياته على امتدادها الواسع عبر تسعة عقود ونيف درسا كبيرا لكي يعيش الشاعر والمناضل والإنسان حياته كما يجب ان تعاش.

وتجسد ذلك من خلال مسيرته النضالية الطويلة التي كانت محفوفة بالكثير من المخاطر والتهديدات، مثلما كانت شديدة الوطأة في عذاباتها المرّة وسجونها الانفرادية.

فقد سجن رفيق دربنا الفريد سمعان بسجن (نقرة السلمان) وعاش محنة (قطار الموت) وحرص على الثبات والاخلاص العميق لمثله العليا ولأفكاره التنويرية.. وجسد عمله الصحفي في مجلتنا (الثقافة الجديدة) وفي صحف: (اتحاد الشعب) و(طريق الشعب) و (الفكر الجديد) وعمل على اغناء هذه المنابر الفكرية عن طريق رفدها بفكره النير وعطائه المستمر.

لقد كانت حياة الأستاذ الفريد سمعان، على امتدادها الواسع، درسا كبيرا لأجيال عديدة من رفاقه وأحبته، وعزاؤنا ان الفقيد الكبير ترك لهؤلاء، وغيرهم أيضا، إرثا طيبا من المواقف الأصيلة والذكريات الطيبة والسلوك الإنساني الرفيع والروح الشفيفة التي لا تساوم على القيم والمبادئ الكبرى للرعيل الذي انتمى إليه الفقيد، وسيظل هذا الإرث يتحدث عنه، ويذكر به، ويبقيه حياً دائم الحضور بيننا.

إن هيئة تحرير (الثقافة الجديدة) التي فجعت برحيل الفقيد الكبير ألفريد سمعان، تتوجه بصادق التعازي القلبية الحارة لعائلة الفقيد وإلى أقاربه وكل رفاقه ومحبيه، مقرونة بمشاعر التضامن الصادقة. ولشاعرنا الجميل (أبي شروق) مجد المثقف العضوي الكبير وسحر كلماته وذكراه المتوقدة دوما.

وداعاً (أبا شروق).. نم مغردا في مملكة الشعر... ستظل حاضرا على الدوام... فكرا وممارسة وسلوكا أخلاقيا رفيعا... وفوق ذلك مبدعا راقيا ظل وفيا لأفكاره ومُثله ولم ينحنِ امام العواصف مهما عظمت!

“الثقافة الجديدة”

6/ 1/ 2021

  • ••••

ألفريد سمعان / يحيى السماوي

كان جمعاً بصيغةِ مفرد ..

نخلته بمفردها كانت بستاناً مُشمِسَ الخضرةِ

باتساع وطنٍ حرٍّ  يغذُّ النضالَ إليه شعبٌ

أبى إلآ أنْ يكون سعيدا ..

فلا  عجبَ أنْ يغدوَ  لونُهُ الواحدُ قوسَ قزح

*

غادرَ  الأحداقَ ليُقيمَ في القلوب ..

فالإنتقالُ من الأرض نحو الملكوت الأعلى

هو شكلٌ آخر من أشكال البقاء ..

*

ولأنَّ الماءَ لا يموتُ

والهواءَ لا يشيخُ

فلن أرثي الفريد سمعان

إنما :

سأطلب منه أن يكون ساعي بريدٍ

فينقل تحاياي الى سابقيه في رحلة الخلود

فهد وسلام عادل وجمال الحيدري

وبقية أحفاد عروة بن الورد

الآمرين بالوطن الحرّ والشعب السعيد

**********

اتحاد الادباء والكتاب يؤبّن الشاعر والمناضل ألفريد سمعان / انتصار الميالي

 أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق صباح يوم السبت 9 كانون الثاني 2021  حفل تأبين للشاعر الكبير والمناضل ألفريد سمعان (الامين العام السابق للاتحاد) وبحضور نخبة من الأدباء والمثقفين والشخصيات المدنية والاعلامية.

أفتتح الحفل الناطق الاعلامي للاتحاد الشاعر عمر السراي بكلمة ترحيب ورثاء بهية تليق بالفقيد (ابا شروق) الذي وصفه بالاستاذ والمعلم والمناضل العنيد والقامة العراقية التي يحق لنا الاحتفاء بها والتي ستبقى حاضرة معنا وبيننا.

أبتدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت، ثم تلتها كلمة الاتحاد التي ألقاها الاستاذ ناجح المعموري، ثم نعي الحزب الشيوعي العراقي الذي قدمه وزير الثقافة السابق الرفيق مفيد الجزائري.

وضمن الكلمات المشاركة كانت كلمة للاستاذ والقاص والروائي حنون مجيد تحدث فيها عن انجازات الفقيد وحضوره الثقافي وسجله الابداعي والفكري الكبير.

ثم كلمة ابنة الفقيد شروق التي وصفت أبيها الراحل (بأيقونة نقرة السلمان وقطار الموت والكلمة الثائرة) معتبرةً رحيله خسارة كبيرة للعراق وللعائلة.

ثم جرى استعراض أبرز اصدارات الشاعر الراحل ألفريد سمعان من مجاميع شعرية وقصصية وكتب واصدرات مختلفة.

ثم تخلل الحفل التأبيني كلمات رثاء وشهادات (الشاعر والناقد ريسان الخزعلي،  الشاعر رياض النعماني، الشاعر رياض المعموري، الناقد هشام القيسي، الاستاذ علوان السلمان، الدكتور خليل محمد أبراهيم، الاستاذ حسين الجاف، الاستاذ فوزي اكرم ترزي، القاصة والاديبة سافرة جميل حافظ)

واختتم الحفل التأبيني بكلمة العائلة قدمها شقيق الفقيد ظافر سمعان شاكرا فيها كل كلمات التعازي والمواساة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ادناه تنشر “طريق الشعب” بعض الكلمات التي القيت في الحفل.

*******

ألفريد سمعان مبدعاً وادارياً ومتبصراً / حنون مجيد

القد رحل صديقنا واخونا وزميلنا الأكبر الشاعر والمناضل العتيد الفريد سمعان الذي سنفتقد برحيله دفء الصوت وحنان الأخ وامانة المحبة والود.

كان الفريد سمعان معلماً تساوت لديه قيم العمل الثقافي والإداري والسياسي، فكانت هذه تساوق تلك في مسيرة طويلة وشاقة، لم يتخللها يوماً خنوع او خضوع.

كان شجاعاً وبارعاً وجلداً، واجه صنوف التعذيب والقهر والسجن، وكان في جميعها كتلة واحدة صلدة لا تتجزأ.

كان حارسا امينا على الاتحاد ومبادئه ووحدته، وقدم له ما لا يحصى من المنافع والعوائد، وكل ذلك في صمت جليل لا اعلان فيه. كنا نأنس اليه ونلتقيه، ويأنس الينا ويداعبنا ويسأل عن احوالنا ان كنا في حاجة الى شيء، ونحن نستكنّ اليه لثقتنا به وايماننا بقدرته على الفعل الشجاع.

لقد رافق فقيدنا العزيز كفاح الشعب العراقي منذ باكورة شبابه، واحتمل ما احتمل من الصعاب والمشاق دونما ندم او تراجع، بل مضى يستمد من كل ذلك عزماً ويقيناً بصواب منهجه في الحياة.

لقد عرف أبو شروق مصاعب شخصية شديدة ولا اظن مأساة في حياته اعمق من مأساة مصرع زوجته على يد صديق عائلي غادر وخؤون. كان ذلك غدراً عظيماً انبت حزناً شديداً سطرّه الراحل في قصيدة رثاء ربما تعد من أبلغ قصائد رثاء الحبيبة او الحبيب.

لقد امتد نضاله مع عمره ولربما هو اكبر الذين لهم هذا الامتداد الطويل مع الادب والنضال يغادرنا اليوم.

ما كان يلفت نظرنا ويثير الدهشة في نفوسنا حميته العالية على الاتحاد التي لا تختلف عن حمية الادب وحدبه على عائلته، وكان لحضوره سطوة بالغة وقوة شديدة وصرامة غير مهادنة، وغالباً ما فكرنا بأنه صمام الاتحاد على سمعته وامواله واعضائه.

كان شغوفاً بعمله الإداري متبصراً فيه متشوقا في آفاقه المديدة آمالاً جيدة تستنهض فيه وبزملائه حب العمل والإصرار على مواصلته. لقد آن له ان ينقل أحلامه القديمة شبه المستحيلة الى عمل متحقق جديد جسده في إنجازات مثمرة متوالية حققت له حضوراً عظيماً في الساحة الثقافية وقبولا واسعاً حظي به على الدوام.

كان أبو شروق العزيز، بل الأعز يقاوم ضعف ذاكرة الرجل الكبير بسجلّ وضعه الى جانبه يدون فيه ما ينبغي عليه ان يفكر فيه او يعمله.

أبا شروق انت قريب.. وستظل كذلك، ولا احسب نبيلا يطأ الأرض التي تضمك الا ويقصدك ويزورك ويصلي على مرقدك.

نم أيها العزيز سليم الفؤاد، لتمدنا الأرض التي ضمت جسدك، لتعيد الينا شعا فكرك.

*********

ألفريد سمعان.. دفاع عن حقوق الناس في بلاد فقدت الحقوق!/ رياض النعماني

دفاع عن حقوق الناس في العام 1963 .. عام المذبحة السوداء، وحتى هذه اللحظة من فترة الاحتلال المظلمة... ارض سبخ، وتعذيب، وموت واقطاع، وانقلابات ودماء وردّة، ودهور من سغب مرّةِ.. فتن واختطاف وسبايا، وقتل على الهوية، وفساد.

يتفكك فيه كل شيء، ويضيع وينقرض.. أهذا هو الوطن الذي أحبه أبو شروق، والمبدعون، وحلموا بالموت من اجله... أين ذهب كل ذلك الجمال والحلم والتمدن والعلو، وأيام الشعراء الحالمين الكبار، أين مقهى البرازيلي والبلدية وعارف آغا والبرلمان؟ أين مكتبة مكنزي وسينما الخيام وغرناطة والنصر ومسرح الفن الحديث واليوم والشعبي؟

أنا لا أرثي (أبا شروق) اليوم، بل أرثي وطناً كان مهيئاً لأن يردم هوة القطيعة الحضارية.. وأن يكون جسراً ذهبياً بين البداية والنهاية.. بين سومر وآشور، وبين سواحل ومدن الضوء والبهاء والمستقبل... أين نحن الآن؟ والى أين نمضي.. الى أي هباء وانقراض؟

ويا للمفارقة.. إن الفريد سمعان وهو الحقوقي الذي دافع طويلاً عن حقوق الناس عاش في وطنِ انعدمت فيه جميع الحقوق.

والآن... كم من دهور البكاء الوحشي المرير نحتاج كي يطيبُ وجعُ أرواحنا، وخيباتنا الدامية.. ونحن نشهد، ونرى الى وطننا السومري العزيز وهو يُحتل، ويذيح ويفكك ويُسرق، ويباع ويأخذُ الى الهباء والانقراض؟

كم من البكاء نحتاج يا مظفر النواب، حتى ندفئ برد تلك الليالي التي كنت تتحدث فيه عن نبل وشهامة، وجسارة  وعفاف روح أبي شروق... أيها العراق ما أسمك.. مذبحة.. مأساة.. لعنة.. شتاء موجعات، تشرد، فراق؟

ما أسمك يا عراق.

أبو شروق سلاماً

سلاماً هي حتى مطلع القصيدة والوطن.

*********

الى والدي الحبيب «أيقونة نكرة السلمان»

يا شمعة نورت طريقي وحياتي ايها الاب الطيب الوفي الشجاع الصادق في كل كلمة وحرف تود ان تصل به الى اعماق وطننا العراق الحبيب وابنائه الشجعان الذين عرفوك مناضلاً وكاتباً وشاعراً وانساناً يمد اناملهُ بكل حنان لابناء شعبه واهله واصدقائهِ.

حياتك كانت حافلة بالأحداث فكنت بطل نكره السلمان وقطار الموت بكل وحشيتهِ ومرارتهِ وبطل التظاهرات والانتفاضات، كنت لاتخشى رصاص الاوغاد كنت الشوكة المغروزة في عيونهم. انت صاحب الكلمة في الادب والشعر والقصة والمسرحية التي تهز عروش الطغاة.

تشعر بألم شعبك، لا تقبل الظلم والقهر والمسلوبة حقوقهم، ياشمساً ساطعة نورت طريق الذين ساروا على دربك.

ايها الاب الحنون العطوف الذي علمتنا حب الناس و الدفاع عن الحق.. خسارتي كبيرة فيك يا حبيبي الغالي.. عيوني تدمع عليك للأبد و قلبي مفجوع وموجوع بفراقك.. صوتك يرن في مسامعي و انت تناديني شروقتي.

وداعاً.. وداعاً نم قرير العين وصلواتي ستبقى تلاحق روحك الطاهرة.

ابنتك شروق