اخر الاخبار

اذا كانت جائزة نوبل للأدب لها تأثير كبير في  الكاتب، فإن ذلك يتجلى ابتداء في توسيع شهرة الكاتب ومن ثم توسيع قاعدة قرائه .. هذه المواضعة المجردة تقال على الرغم من اَراء الكثيرين الذين يساورهم الشك في أسلوب أو طريقة منح الجائزة ..  والمثال القريب الكاتب الافريقي ( سونيكا ) الذي عرف بشكل واسع بعد منحه الجائزة ، لكن الادب الأفريقي القريب والشبيه بالادب العربي ظل مجهولا  أو يكاد .. ويبدو أن الوقت قد حان لكشف الحجب عن هذا الادب  الذي يتشكل أكثره من أدب  المقاومة  ومكافحة الاستعمار الاستيطاني والعنصري . إن الفن عمل في المجتمع الأفريقي طوال الوقت بوصفه سجلا يضم بين دفتيه خبرات مجتمعه ، وصوتا يعبر عن الرؤية  الخاصة بعصره ، وقد حان الوقت كي يستجيب لجوهر حياته.

"درب الرعد"  قصيدة من سلسلة قصائد الشاعر  أوكيجيو من كينيا ..هذا الاكاديمي الخجول، شاعر واع فكريا وله رسالة واضحة يقول في هذه القصيدة :

اليوم بالنسبة للغد يصبح أمسا

كم مليونا من الوعود يمكن أن يملأ سلة ؟

إذا لم أتعلم كيف أغلق فمي فسأذهب فورا إلى الجحيم

أما ( ماريا مايا ) فهي روائية  من السنغال  كتبت الرواية عام 1980 وفازت روايتها بعنوان: "ما أطولها من رسالة"  بجائزة الدولة لتصويرها النساء  المسحوقات في دولة أفريقية حديثة.

مئات الشعراء ، اَلاف الكتب ، مئات الروايات والقصص في أدب أفريقيا  الحديث ، هذا الادب الذي يهمنا نحن العرب أكثر من أي قوم اَخرين.. إن مشكلة أفريقيا هي مشكلة الصراع  والاستقلال بل هي مشكلة الإنسان المكافح .

ومنذ (فرانز فانون ) المدافع عن الثورة العربية في الجزائر حتى جومو كنياتا  ذلك الزعيم السياسي الذي أصدر كتابه المهم "قبالة جبل كينيا" ليكون كتابا في الأسطورة والواقع ومنذ ذلك الحين تمتد سلسلة من  ابداع  أفريقيا  … علينا إن نلتقط حلقاتها فالأدب  قلب أفريقيا.