جَبَلٌ يَبْكِي
جَبَلُ اَلْوَرْدِ اَلَّذِي نَرْثِي لَهُ
مُنْذُ أَنْ عَمَّ ذُبُولٌ وَرْدَهُ
وَاخْتَفَتْ أَشَذَاؤهُ
صَارَ يَبْكِي
بِدُمُوعٍ بَاسِمَةْ
وَعِبَارَاتِ رَجَاءٍ نَاعِمَةْ
كُلَّمَا حَلَّ بِنَا يَوْمٌ جَدِيدْ
وَلِهَذَا بَقِيَتْ أَيَّامُنَا مُعْتَكِفَةْ
فِي ضَبَابِ اَلْوَقْتِ حَيْرَى رَاجِفَةْ
تَنْحَنِي رُعْبًا
إِذَا مَا فَاجَأَتْهَا عَاصِفَةْ
وَهْيَ تَسْأَلْ
بِشِفَاهٍ خَائِفَةْ
هَلْ تَعُودْ ..،
نَفَحَاتُ اَلْعِطْرِ جَذَلَى لِلْوُرُودْ؟
هَلْ تَعُودْ..؟
جَبَلٌ يَضْحَكُ
جَبَلُ اَلثَّلْجِ اَلْمُغَطَّى بِالْهُمُومْ
لَمْ يَذُبْ مُنْذُ عُصُورْ
يَتَغَطَّى بِهُمُومٍ تَتَزَايَدْ
وَثُلُوجٍ تَتَوَالَدْ
كَانَ يَضْحَكْ
كُلَّمَا تُشْرِقُ شَمْسٌ أَوْ تَغِيبْ
هَلْ يَظَلُّ اَلْجَبَلُ اَلثَّلْجِيُّ يَضْحَكْ،
وَأَنَا ظَمْآنَ مُنْهَكْ؟
جَبَلٌ صَامِتٌ
جَبَلُ اَلْهَمِّ اَلْمُنَدَّى بِالدُّمُوعْ
لَمْ يَجِفّْ اَلدَّمْعُ فِيهْ
مِنْ دُهُورْ
فَالْهُمُومْ
دُونُ وَعْيٍ تَتَكَاثَرْ
وَالدُّمُوعْ
دُونَ قَصْدٍ تَتَنَاثَرْ
وَهُوَ صَامِتْ
لَمْ يُعَدْ يُذْكَرُ أَيْنْ،
أَوْ مَتَى
كَمْ مِنْ اَلْوَقْتِ تَلَاشَى فِي يَدَيْهْ
مُنْذُ أَنْ صَارَ اَلسُّكُوتْ
مَلْجَأً يَأْوِي إِلَيْهْ