شططٌ رياحي
في الطريقِ إليك
فالأسوارُ لاحتْ من بعيدٍ
والبلادُ تجّهمتْ
شططٌ غنائي
والسماءُ إليكِ مُقفلةٌ
على اللاشيء
واللاشيءُ من حمأِ
وصلصالي هواءٌ يابسٌ
شططٌ على شططٍ
وأنتِ قريبةٌ
حدّ الغيابِ
بعيدةٌ
حدّ العناقِ
جميلةٌ حدّ الغرامِ
وأنتِ مثلي
تعشقينَ الشمسَ
مثلي تحفرينَ دمي
لتنتزعك
من أصفارهِ
شططٌ
فكيف َ أضمُّ عليكِ
هذا البحرَ
كيف ألمّ أشيائي الصغيرةَ فيكِ:
- محبرتي
- جحيم َ أصابعي
- لغتي الهزيلةَ في الخصامِ
- مدائني الأولى
- رصاصات النوارسِ
وهي تهطلُ منكِ
يا امرأةً عثرتُ باسمِها
عثرتْ باسمي
في الطريق
إلى الصلاة ِ
فكيفَ لي
أن أمحوَ الطرقاتِ
من قدميّ؟
كيف تنامُ روحي
والسماءُ وحيدةٌ
في مهدِها الحجريّ
كنتِ مهيبةً
حدّ البكاءِ
أليفةً
حدّ الحمامِ
حبيبةً
حدّ الخصامِ
وقلتَ: يا "ابن زريق" لا......
" لا تعذليه ..."
فإنّ الريحَ في أردانهِ شططٌ
وموج البحر ِ في أبياتهِ شططٌ
حقائبُه
وتذكرةُ الإيابِ
وعودُه
شططٌ
وضحكتُهُ الجديدةُ
في الجريدةِ
كلُّها شططٌ فلا ..
" لا تعذليه ...
تهدّمتْ شفةُ القصيدةِ
حين أسرجَ حلمَهُ
فأسرّ لي:
-- جرحي قيامُ الليلِ
في صحراؤكِ العظمى
وجرحُكِ في يدي
لكنّ سيري
لا يسرُّ الناظرينَ إليكِ
سِرنا تحتَ لمع البرقِ
جمّعنا أصابعَنا
بكفّ واحدٍ
جُرحًا على جُرحٍ
لممنا مفرداتِ البحرِ
من صَدَفٍ
ورملٍ أخضر الأمواجِ
كان الليلُ يمحونا كثيرًا
كانتِ الأمطارُ
فوقَ القلبِ
تجري كالطفولةِ
في دمي تجري
وكانَ الوقتُ
يهبطُ مسرعًا
حتى وقفنا
عند سور ِ المقبرة
موتُ على موتٍ
وأنتِ بعيدةٌ عنّي
وأنّي صرتّ أبحثُ
عنكِ فيّ
لعلّني
أخفيكِ
في ظلماتِ
كهف المحبرة