نادتك الأرض
تعال الي
دعك منهم
لا تطيل المكوث
لا تنتظر كلمات موبوءة
لا تقف عند النوافذ الرمداء
الوقت أزف
فلا مكان لك بينهم
تعالي الي
لتبكيك العائلة
الزوجة والابناء
والاهل والأصدقاء
ليبكي الطلاب والطالبات
ليبكيك الرصيف والنهر والمراكب
لتبكيك جدران الصفوف وساحات التظاهر
لتبكيك قاعات الشعر والمهرجانات
تعال الي ولا تتأخر
في الموت راحة وموقف
ناديتك مثل ام نادت على احد أبنائها
أيها الولد البلوري
عد الى الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة
هذا زمن صناعة الأوبئة
لا يترك قلبا نقيا
ولا فكرا صادقا
عد الى جوفي واعماقي وانتظرني
مع البراكين والزلازل
لنفور ونتفجر مرة واحدة
لم تملك من الملذات سوى الإفلات من قبضة الطغاة
سوى الخلاص من المحاكم الصورية
كنت ارقبك في المدن العربية
بين المنافي والاغتراب
انا الأرض هنا او هناك
دمشق والقاهرة ووهران وطرابلس وعمان والخرطوم
لم تمتلك من الملذات سوى اللامبالاة
الجيوب الممتلئة بالدولارات والصكوك المحررة من المصارف الأجنبية
عد اليً مثلما وجدتك وفي صور شتى
قابضا على لحم الفكرة وعظمها بكل جوانحك
لم تملك من الملذات سوى جرس القصيدة وحروفها النافرة وهي تتماهى فيك
في خطوط القميص المستقيمة التي تستفزهم
في وجهك مثل بستان نخل على الشط
في شعرك
سعف يتهدل
ولحظة استراحة للعصافير والبلابل
كان لك ان تكون غير ما كنت
صرت كما تريد وليس كما يريدون
لم تكلف الغياب المفاجئ سوى لحظة
لكنها كانت خسارة فادحة لنا
كنت سأقول انتظر
سيأتي حكام آخرون
اكثر من او اقل
جاء النداء من خلف البراري والغابات
دع الأنهار تصطفي من الماء قطرات
دع الأشجار والازهار تنمو وتزهر
نادتك الأرض فأقبل عليها بالموت الجميل
************
سالم محسن ..قاص وشاعر من البصرة- صدر له حديثاً “رمال ناعمة”/ قصص و“قالت الروح” شعر.