اخر الاخبار

محنة قبول ماهو جديد وان كان نافعا ليس وليدة اليوم فقد عرفتها مجتمعاتنا منذ أزمان بعيدة، ورفض البعض لدخول التكنولوجيا الحديثة كالذكاء الاصطناعي الذي وجد لخدمة الانسان، ماهو الا غباء مبطن هدفه التكسب واستمرا النفعية من خلال عمل ومشاريع أولئك الذين يجدونه بمثابة الحرب على ما اكتنزوه من مصالح بوسائل بالية هدفها محاربة الوعي وادامة تجهيل المجتمعات، تحت غطاء التقاليد وأحيانا بسبل وتشريعات ما أنزل الله بها من سلطان، لان جميع الاديان السماوية والاسلام خاتمها دعت الى العلم والغوص فيه من خلال الكتب المقدسة التي جاء بها الانبياء، والاحاديث النبوية لرسولنا الاعظم والتي دعت وأمرت بالعلم كافية لدحض افكار ومعتقدات وتقاليد اللذين نجدهم اليوم يتصدون لكل ما هو نافع للبشرية، فاحاديث رسولنا الكريم تقول” اطلب العلم ولو كان في الصين” و”  من سلك طريقا يلتمس به علما، سهل الله به طريقا إلى الجنة”،  والقائمة لاحاديث الانبياء والاولياء طويلة وجميعها تدعوا الناس للعلم والتسلح به، أما الانقياد لافكار بعض العقول المتحجرة والمتعفنة والظلامية هي بمثابة الالحاد والانقياد تحت أمرة امراء الجهالة وبالتالي تدمير وتخلف المجتمعات وهذا ما لاترضاه جميع الاديان والمعتقدات السماوية والارضية.

حرب قديمة جديدة

محاربة ما هو نافع للانسان كالذكاء الاصطناعي ليست وليدة اليوم، فقد سبقتها الكثير من الحالات الاخرى، ومثال ذلك حين دخلت الدراجة الهوائية( البايسكل) للعراق، اطلقوا عليها ( ابليس) واهل العربات التي تقودها الحيوانات كالحمير والخيول قالوا عنها ( حصان ابليس) او( بليس راكب جنيه) لكونها ستجردهم من منافعهم المالية كما يعتقدون، وكذلك مع دخول المذياع للبلاد اسموه بالشيطان، واليوم يحاربون النفعية والخدمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي لجميع شرائح المجتمع، لكون مصالحهم الشخصية وبالاخص المادية ستتضرر من هذا الوافد العلمي الجديد، وعلى سبيل المثال لا الحصر نوضح خشيتهم من هذا النافع الاستراتيجي للمجتمع، فاذا كان تصميم المشروع الفلاني يحتاج تكلفة مالية كبيرة تبلغ الملايين من الدولارات التي ستدخل في ارصدتهم المصرفية، يتكفل الذكاء الاصطناعي بتصميمها بالشكل المطلوب ومن غير اخطاء وبفترة زمنية لايتصورها العقل وبالمجان اذا ما قورنت بالاموال المرصودة لذلك العمل، فهو يقدم لك ما تريد سواء كنت طالبا اوفنانا او مهندسا او طبيبا او او الخ، بوقت قصير، وبعمل دقيق، وبسعر زهيد، وبخدمة تهب الراحة والسعادة للانسان، وهذا ما يدعو بعض الجهلة لمحاربة الذكاء الاصطناعي بذريعة استخدامه لاغراض قد تضر بالمجتمع كما يدعون، وهم يدركون تماما ان كل شيء اخترعته البشرية يمكن استخدامه بالايجاب والسلب بحسب وعي وادراك افراد المجتمع، فالعجلة التي وجدت لخدمة الانسان قد تصدم شخص ما وتقتله بسسب حماقة السائق او الضحية احيانا، ولكن بعض الاغبياء او من يدعون الغباء لحماية مصالحهم اصبحوا اليوم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لافكارهم التي ما عادت تنطلي على الواعين والعقلاء من المجتمع العراقي لكونه يؤمن تماما بان العلم وجد لخير الانسان، والجهل والغباء الشر الذي يجب محاربته.