ألقى الحُبُّ أوزارَهُ ؛
انشَغلنا بِجراحِنا ،
بحُزْنِنا المنسيَّ ،
ودَمعِنا المؤجِلِ ،
بالذاهبينَ بلا عودةٍ ،
حَمَلنا الشظايا التي لم تقتُلنا ؛
قتلتْ سِوانا ،
العاشِقانِ ذهبا أسيرينِ ،
لِموجَةِ بُكاءٍ ،
في ذاكِرةٍ مثقوبَةٍ بِرصاصِ الأماني ،
لِحَرْبٍ أعنَفَ حُبَّاً ...
شَهوَةً ...
وأنا أُغنِّي ؛
يا كأسَ أمنيَّةٍ ،
للثَمالةِ لَثَمتُها ،
كيفَ لي ؛
أنْ أَلمَّ نِثارَكِ في روحي ؟!
كيفَ أُعيدَ سَبْكَكِ ؟
كيفَ أسكُبُني فيكِ ؟
منْ سَيشربُني لِيَثْمَلَ ؟
منْ يكتُبُنِي ؟
أنا القصيدةُ التي لمْ يَرْتَكِبْها أحدٌ ،
أنا الشاعرُ الذي تحطمَ كأساً ،
أنا ....
أنت الذي لمْ يُخلَقْ بعدُ ؛
ينتَظِرُ دورةَ التَكوينِ ،
ورعشةَ آخرِ الليلِ ،
وجريمةَ أبي ....
أنا الغدُ الذي أبتدأ بالأمسِ ،
أينَعَ ،
أخضرَّ ،
أثمرَ ،
تَنَدى ،
وغادَرَ قبلَ أنْ يأتيَ ..
كعُمرٍ في غفوَةٍ ،
كلِقاءٍ أُختُصِرَ بِوداعٍ ،
كوطنٍ بِكرٍ لمْ تتلقفُهُ الأيادي ،
والبساطيلِ ،
والسيوفُ التي تَفتَحُ ....
جُرْحاً يبقى مفتوحاً أبدَ الدهرِ ...
وطنٍ كانَ مرهوناً ،
على شفا حَرْبٍ ،
أو بقايا رمادٍ تُماحِكُها الريحُ ،
وتفتحُ أسرارَها للبحرِ ...
أو بقايا زجاجٍ لِكأسٍ شربوا خمرَتَها ؛
نكايةً بشاعِرٍ أنثاهُ وطنهُ ،
وحبُهُ دمعةٌ حيرى على خَدِّ انتِظارٍ مُبهَمٍ ...
أنا وكأسي ؛
تَحطمْنا مَعاً ،
اختلطنا بالأرضِ طيناً حُريَّا ؛
رسمنا أولَ حروفنا ؛
بواكيرَ الشِعرِ ،
والعِبادةِ ،
والخلاصِ ،
بِبَقايا شِفاهٍ ؛
ما نَطَقَتْ بِقُبلَةٍ ،
ما ذاقَ الزُجاجُ المجروحُ به ؛
الناضِجَ من لهفةِ حروفِها البِكرِ ،
يَثْمَلُ بقصيدتِهِ ؛
يَخبِرُ الهورَ بلوعةِ الجَبلِ ،
ويحمِلُ وردتينِ وعِناقاً ...
ألقى الوَداعُ المُرُّ أوزارَهُ ،
بينَ مُدنِ اللهِ افترقنا ،
منحنا أجنحةَ سُفُننا المحطمةِ لِموجاتِ الحنين ،
ملأنا ثقوبَ ذاكِراتِنا بالأغاني ؛
( هذا العمر محطات )
بقايا كلماتٍ في أُصصٍ ؛
قصائدَ كذَّبَها شُعراؤها ،
وقُيدَتْ ضِدَّ مجهولٍ ،
بِعِناقٍ أكثرَ وحشيَّةٍ من ألفِ لِقاءٍ ،
لِمَ أحبَبْتُكِ ،
لا تَقُلْ كانَ قدراً محتوماً ،
كصفعةِ مجنونٍ لِساهِمٍ ،
كرِصاصةِ رحمةٍ نظرتُك تلك ؛
حينَ اندفعنا في دربين ؛
بحثاً عن وطنٍ واحِدٍ ،
ظناً أننا نلتقي ،
والتقينا ألِفنا أوطاناً ...
ككأسٍ تنتحِرُ بين يديكَ قصيدَةً ؛
دمُ أعنابها ينزِلُ بين يديكَ ...
يرسِمُ درباً مُترَنِحاً ؛
قصيدةً ما كُتِبَتْ ،
أنثى ...
أو شاعِراً يسقي عطشَ أرضهِ؛
بِبَقاياهُ قصيدةً