اخر الاخبار

هكذا فاجأنا وأدهشنا الروائي حميد الحريزي بانطلاقِه بمشروعٍ جديد وبدعة حديثة العهد حين أنتج خمسَ رواياتٍ صغيرة جدًا وأطلق عليها(الرواية القصيرة جدًا). ويعد هذا العطاء تناصًا مقبولًا كما اعتدنا عليه في القصة ك ( القصة، والقصة القصيرة، والقصة القصيرة جدًا، ثم الومضة) كما لا يغيبُ عن الجميع من ذوي العلاقة بالأدب التطورات الإيجابية في الشعر من( العمود، والحر، والتفعيلة، وأخيرًا الشعر النثري). أي أن الحريزي لم يكتشف شيئًا جديدًا لم يطرق سابقًا، فالتطور بالحياة الاجتماعية المتغيرة دومًا تنتج متغيرات في أنواع الدراسات المعرفية وحتى العلمية منها.  ويبقى من المؤكد أن كل جديد هناك من يقف ضده بعنفٍ وقوة بالدليل المضاد أو بالتآمر المقصود، ولكن إن صمدَ هذا الجديد وصبرَ سوف يثبت ويكون قارًا في يوم من الأيام، وبالتالي لا محيص ممن وقف ضد هذا الحديث من الاستسلام والاعتراف به أو من دونه. وبعد قراءتي لروايتين من هذا الصنف الجديد كما سماها القصيرتين جدًا وهي المقايضة ومذكرات كلب وجدتُ في المقايضة: يصف تلك المملكة الغريبة وهي مملكة ملك الزمان، وكيف يستطيع صحفي غريب أن يخترق هذه المملكة عموديًا وأفقيًا، ليكتشف أن شعبَ  هذه المملكة يسيرون ويعملون وخلفهم أذنابهم المختلفة الأطوال والألوان، الذيول هذه دالة هؤلاء الوفاء والإخلاص لملك الزمان الموقر، والذي لا يملك ذيلًا فمصيره السجنُ أو القتلُ. وتوزع تلك الذيول معتمدًة على حجم الإخلاص والقرب من صاحب الزمان. استطاع المؤلف إقناع أصحابِ القرار بمقابلة الملك الموقر ليكتشف أن ملك الزمان وأمراءه وحاشيته من دون أذناب، وبعد جهدٍ جهيد اكتشف أن هناك مجموعًة صغيرًة محتجزًة في مكان بعيد مخفي يطلق عليهم ( المنبوذون)، وحين زارهم وجدهم من الكتاب والعلماء والأدباء، وتأكد أن هذا الإجحاف والتجاهل سببه رفض هؤلاء ارتداء الذيول وطاعة ملك الزمان. ترجمة إلى اللغة الانكليزية من قبل الأديب زيد الشهيد وستطبع مترجمة عن دار كناية للطباعة والنشر. دلالة هذه الرواية التي غادرت الإطناب والإسفاف واختصرت الثيمة بأن لا قدرة للعلماء والمبدعين أن ينهضوا بشعبٍ محكوم بالحديد والنار.

عرض مقالات: