اخر الاخبار

استنارة

استنرتُ برؤيتكِ تخرجين من العطر إلى الوردة ، من يأس الحب إلى الحب ، منتشية بالوهم أو بالحلم ، انتشاء العشب بسقوط المطر، تحملين الصباح على كتفيكِ ، كما لو كان طفل ، ومن ابتسامتكِ تشرق شمس الشبابيك ، والنهار والحدس !

رؤيتك كانت لحظة عابرة ،

لكن ما بقي ، بعد انفجار رؤيتكِ ، هو الزمن ، وهو الأبد !

اسطورة الجندي والمرأة العارية

جنودٌ هاربونَ من جميع الحروب شاهدوكِ تسبحين عاريةً ، ولمّا شعرتِ أنهم  ينظرون إليكِ نظرةَ الرجاء الأخير ابتسمتِ ، وغطستِ عميقا في النهر ، النهر الموجود في كل بلاد ، المرسوم في خواطر كلّ فنان ..

آه ، خلع الجنودُ ملابسَهم ، وتركوا خُوَذَهم مُعلّقةً على أغصان الأشجار، ثم هبطوا أملا في اصطيادِ وجهكِ على صفحةِ النهر، لكنهم عادوا مغسولين بالدموع ، فارتدوا ملابسَهم ، خوذهم وغادروا .

هناك ملابسُ مُهملةٌ تحت شجرة ، وخوذةٌ وحيدةٌ بقيتْ وحدَها، مُعلّقةً على غصن ، من جوفها، كلّ صباح ، تنبثقُ وردة ،وتسقطُ على الملابس في الغروب .

خوذة الغريق الذي وجدكِ !

حسرات ونجوم

أتذكرُ تلك الليلة ، في الحانة ، عندما احتدم النقاش حول المرأة ، التي خرجتْ من احدى الاغاني ، ومشتْ بثياب النوم ، في الأزقة ، تحرسها الموسيقى ، يغسلها البرقُ ويؤنسها المطرُ . كان الحوار هادئا في البداية ، لكنه تحوّل إلى صراخٍ في ما بعد ، لأن أجراس خطواتها اخترقتْ دوي الحرب ، وتحوّلُ القبو ، الذي كنا نسكرُ فيه ، إلى مدينة متوّجة بالنور وبالحمائم ، لكننا لم نتوقف عن النقاش ، ذلك النقاش اليائس ، الذي يطحنُ القلبَ ، بين جنديين هاربين من ثكنة  .

كنتُ مصرا على أن المرأة تمثل الحرية في شعلتها ، فيما صاحبي كان يرى أنها امرأة عادية ، امرأة هاربة من القصف ، وليست ملاكا ، بل ربما كانت عاهرة . هذا بالضبط ما جعلني أرفع قبضتي وألكمه ، لكنه لم يأت بحركة ، بل فتح ذراعيه ، فجأة ، وقام واقفا ، إذ ظهرتْ المرأة ، لا أعرف من أين ، بكامل جمالها ، وتجاوزتنا ، مضيئة ، بين الطاولات ، حتى اختفتْ في ظلام الحانة ، مثل نيزك يجرّ وراءه مجرةَ من الحسرات والنجوم ..

عاشق من ذلك الزمان

حبه السري فاض عن السر فصار شائعا ، مما الجأه إلى ابتكار عدة اسماء ، يعرف الجميع أنها أنتِ .

كانت حياته مغلّفة بالحنين ،

وكان حنينه يزداد كلما أصرّ على تفاديه ..

ذات ليلة ، وقد طوّحه الهيام والسكر ، اعتلى سطح المنضدة ، في الحانة ، ليلقي خطبة عن الألم والحب ، فتلعثم ولم ينطق ، لكن الجميع شاهد طيفكِ يحوم حول رأسه ..

عرض مقالات: