( عن مقام الزهيري )
أمْشي
وأعثرُ منْ همٍّ بممْشايَ
أجرُّ ليلي لغيبِ العمْرِ وحْدايَ
لا الأهلُ أهْلٌ ، و لا الخلانُ خلّايَ
مَنْ يتّبعْ حَزَني يهْربْ لشكْوايَ
يا صاحبَ الحانِ لا سكْرٌ ولا خلانُ
ولـمْ تحـرّكـني في الـخمْرِ ألــحـانُ
لـئـنْ شَـرِبْنا ، فراعي الكأس حزْنانُ
رأسٌ على اليدِ يـَغْـفو ، وَهْوَ يقْظانُ
يا دارُ بَـعْدَ مشيبِ العمْرِ لا دارُ
أيْنَ المـوّدة ، والأحبابُ قدْ جاروا
قطافُ عمْري لهـُمْ لهوٌ ، و تذْكارُ
والحيْـلُ تبـْتزّهُ في الدّهرِ أطوارُ:
لي وحْشةُ النأي عنْ أهْلي ، وخلّاني
أمْشِى ، وفي شَفَتي مكبوتُ أحْزَاني
أنا الصّحارى تصدُّ الضوءَ كثباني
جرْحي لباس الليالي ، والدّجى ثاني :
الى بقاعٍ خَلتْ رَجْـعُ التفاتاتي
لمّا اعتدلْتُ رأيتُ الخوفَ في الآتي
ولَـمْ يكنْ حاضري من أمْسِ غاياتي
عوالـمـي سفنٌ غرقى بأمواتِ
لكي اطيح بحكم الجانِ ، والأنـسِ
اعارضُ الريح ، والقادات والكرْسي
ادعوا قبورَ الأولى عودوا من الرّمْسِ
الناسُ في أرْضنا خرْسٌ بلا نَفْسِ