اخر الاخبار

اني عرفتكَ سيدا وامامأ

وعرفتُ دربك سلّما وسلاما..

وعرفتُ ناسَكَ طيبةً يختارها

الجلادُ قربانا؛ رأيتُ كراما..

وعرفتُ نهجكَ كالسماء ترفعا

كالبحر جودا ، كالحمامِ وساما..

كالجوع صبرا، كالحياة تأملا

كالدرس فجرا، كالسكوت كلاما .

فعرفتُ نفسي لا يفرقنا الاذى

منذ التقينا أولا وختاما..

اني عرفتُكَ نشرةً مخبوءةً

بين القميص تسطّرُ الاحلاما..

تحت الوسادةِ أودعت كراسةٌ

تعطي الجواب وتلهبُ الالهما..

وعلى الشموع تحلقت اشبالُهُ

همساً تبوحُ فيستطيرُ غراما..

بين النخيلِ وفي بيوت الطيّنِ

تعرفنا السواقي يتّقدنَ ضراما..

واماكنٍ ظلت تراثاً يُفتدى

ضمت إليها معشراً أعلاما. .

فيها اضاءوا فاستنارت بعدّهم

جلّ العقول وأجهضتْ حُكاما..

فوضعتَ ديناً لا يضارعُ دينهم

ونشرتَ صبحا فاستقلوا ظلاما..

وأردتَ ارضاً للذي افنى بها

عمرا وخاط بعرقها الاياما..

وأردتَ للعمال اوطانا لهم

يتسابقون شبيبةً وغلاما..

صوبَ البناء ونحو أعياد لنا

يتنافسون مشاعرا وعظاما..

وأردت للعلماء أن يحدو بهم

صوب الكواكب هاجسٌ يتسامى..

لتخطط الاجيالُ كوناً حالماً

لا لن تخطّ معاقلا وخصاما ..

لا لن تخط إلى الصغار مذلةً

لا لن يكون شعارها هدّاما..

فوهبتَ عِرقا للعراق يأمُهُ

أطياف أقوام جلبن غماما ..

وكتبتَ للتاريخ شاهدَ نهضةٍ

ونظرتَ خلفاً ثم سرتَ أماما.

كنْ مفرداً فرداً فلا تأمن بهم

يتحوّلون ثعالباً ونعاما ..

كن وحدك المقصود في ساحاتها

كن ما حييت فما وضعتَ لثاما..

قاربتَ قرناً والحياةُ ببدئها

فالكونُ هلّلَ إذ نهضتَ فقاما..

قاربتَ قرناً والشروخُ عديدةٌ

بكَ قد وصلنا ضفّةً ومُراما ..

قد تم بدرك والكواكب حوله

وجمال يومك إذ أتم وداما..