اخر الاخبار

من اكون حينما تغرب الشمس

وينشق القمر

حينما عصفورة ماتزال على غصن تزقزق

باحثة عن مأوى لليلة واحدة؟

حل المساء

وحلت طيور السنونو لأعشاشها

وصار الشجر مثل ظلال في لوحة انطباعية

وخلف الغيوم الحمر

شمس تودع يومها صامتة.

غدا سيكون يوما صافيا

بلا مطر او رياح

ربما غيمة ستغامر خجلى

لتمر تحت لازورد السماوات

وانا مثلها، سأغامر مرة ثانية

سأعيش يوما آخر

محملا بأسئلتي ونفاد صبري

سأكتب فوق زجاج النافذة

لماذا أنا؟

ولنفسي اقول : لماذا ولدت بعيدا عن البحر؟

بين سعف النخيل تهدل مطوقة

تناجي الحبيب او اخت لها

تحمل في منقارها قطرة ماء

تزق صغارها ثم تطير بخفقة واحدة

الى بركة ماء

وانا اردد : من اكون؟

من اكون لو لم الد بشرا

لو كنت دعسوقة او فراشة

يخطفها دوري في طيرانه

تظل في منقارة لحظة

قبل ان تتوارى للأبد.

هل سأولد ثانية لأكون انا

ام صل يتوارى في الرمال

او نملة تحمل بيضتها تحت الحجر؟

او ربما أمرأة مقعدة

شقراء او زنجية او طارقية

لكني انا، الآن

قبل سنين وربما بعد سنين

احب النساء وعشب الحديقة

وردة الجوري والياسمين

لون الخمر في قدح من زجاج

احب الكتاب

وعطر عشيقتي في المساء .

من اكون انا

ان لم اكن هذا الذي يقطع الغابة مشيا

يتذكر امه واغنية قديمة

يذكر ساقية تجلب الماء من دجلة

وخلفها في البعيد يدوي صوت المضخة

من اكون لو خسرت الذكريات

وضعفي امام المساء

وانتمائي القديم لأرض بعيدة

وعشقي للقصيدة

والثمالة حين امسد نهد انثى.

قد لا اكون سوى حلم لفراشة أيار

ولدت في الصباح كي تموت حين يحل المساء

وانا لحظة من يومها

قد اكون او ربما لا أكون

لكني الآن، هنا بينكم

انظر في الوجوه واحدق في البعيد

بحثا عن الوصل بين القريب وبين البعيد

ساعطي معنى لكينونتي ولو لدقائق

ثم امضي بأسئلتي

من أكون؟ لماذا انا الآن هنا؟

هل انا من يقرأ نفسه

ام فراشة تعيد رسمي على صورتها؟

عرض مقالات: