حينَ أعودُ
ولا أرانِيْ
أفتَقِدُكِ
أجنَحُ للسلامِ مع ذاكِرَتِي
أفتَحُ إسارِ اللّيْلِ عنْ شَعْرِكِ
أرْفَعُ الشواطئَ عن عَينيكِ
أفتَحُ الطلاسِمَ من ابتسامتِكِ
أرفعُ الجليدَ من أطرافِ أنامِلِكِ
باشتِعالي مَعْبَدَ عِشْقٍ
للغُرباءِ العاشِقينِ ..
حِينَ أعودُ ؛
أجِدُ قبرَ الصَمتِ مُنتَظِرَاً
وجُثَةُ حِيرَتِي مُسجاةً
أقرأُ آخِرَ نَصٍّ في عَتَبِ المَوْجِ
غَنَجاً لِضِفافِ الحُلُمِ
في هَدأةِ البحرِ أذوبُ
قصيدةُ تفعيلَةٍ ،
أو منثوراً كوجَعِ الريحِ بما يَحْمِلُ
صمتَاً لا يُشبِهُ الصَمتَ
أمنحُ الموجَ ما حَمِلْتُ من دُرَرِي
أعودُ اليَّ
أفتَحُ البابَ
بَحرٌ يَطرِقُ
صمتٌ يفتَحُ
أشربُ البحرَ ...
لا أثملُ
يَسألُنِي كيفَ ؟
لابُدَّ أنهُم جرَبُوهُ على أصدقائِهم المُقربينَ
قبلَ أنْ يكتَشِفوا الموتَ القابِعَ فيهِ
رُبما جربوا السُمَّ مراتٍ حتى تأكدوا تماما
سِرَّ الموتَ الهادئِ ...
الموتَ الحَبيبَ
حتى طوَّرَ الانسانُ سُميتَهُ بِنجاحٍ عَظيمٍ
هلْ أنَّ (بروتوس) أكثرُ الخائنينَ خِيانَةً
وهلْ تركتْ السياسةُ درباً غيرَ مُكتَشَفٍ
للخياناتِ
حتى حينَ لا أُحِبُكِ
أُحِبُكِ ...
الحُبُّ لا يُنفى
قدْ يتحوَّلُ غَضَبَاً عَنيدَاً
ثورةً مَجْنونَةً
ضَجيجاً صاخِباً
لكِنَهُ يبقى حُبَاً ...
حتى لو أحتَضَرَ مرّاتٍ...
بِسُمِّكَ القابِعِ فيكَ
حينَ يَكسِبُ حُريتهُ صُدفةً
يَحومُ البُلبُلُ حولَ قَفَصِهِ
يَرى الشفاهَ التي التقطَ مِنْها بَقايا طعامَهِ
وطنَهُ الأوَلَ
والأكتافَ التي رقصَ فوقَها بِغَنَجٍ
وغَرَّدَ
وغنَّى
وذَرَقَ مُستمتِعاً
عُشَهُ الحَميمَ ...
الحُريَّةٌ إحساسٌ فائقٌ بالتكوينِ
حاجةُ الحاجاتِ
والعِبادةُ الأولى
السياحَةُ الأخطرُ في البحثِ عَنْكَ فيكَ
جُزْءٌ مِنْكَ طارَ مع بُلبلكَ
وأجزاءٌ نَسيتَها على شهقاتِ قُبَلِكَ
أينما صُعِقْتَ ...
أينما سكَبْتَ روحَكَ في دِنِّها
وشَرِبتَها
وشَرِبَتْكَ
و( تثامَلْتُما )
وتَبَعثرتُما في بَعضِكُما
حتى صَعُبَ عليكما
أن تعودا مُتَكامِليْنِ
مُنْفَصِلَيْنِ
كائنينِ تامَيْنِ
هُناكَ تناقضٌ مَحْضٌ
تَرَكتُ فيكَ من يَقتَفيكَ
وتركتِ فيَّ ما يُبقيني مُشتعِلاً
كَنارٍ أبديةٍ
هُناكَ تناقِضٌ مَحْضٌ في اللعبَةِ
اكتَشِفني فيكَ
وأعِدْنِي اليَّ
لحظاتِ عِشقٍ
لو استطعْتَ
حينَ أعودُ ولا أركَ فيَّ
أشِكُ في المَرايا
أشِكُ في ذاكِرَةِ اللحظاتِ
أشِكُ في تَسلسُلِ الحِكاياتِ
في الرِّواةِ
في لُعبَةِ السَرْدِ
أشكُ في صَحْوي
أشكُّ في آخرِ قَطرةِ من الخَمرةِ
ارتَشفتُها من كأسِ هواكِ
عطَشاً أزلياً
عِصْيانَاً
كيفَ يموتُ أذن؟
منْ لا يموتُ