اخر الاخبار

محلة الوردية من أقدم المحلات في مدينة الحلة، ومعظم بيوتها التي كانت مسقفة بجذوع النخيل وحزم البردي والقصب وحصائر السعف،تنهض جدرانها بالطابوق الذي تم جلبه من مدينة بابل الاثرية، بعد صدور فرمان عثماني بتهديم الآثار من معابد وقصور بابل قبل عدة قرون، أنفاس حمورابي ونظرات عينيه نحو أحفاده وتعاليم شريعته لا تبعد عن محلة الوردية سوى خمسة كليومترات. هب ّابناء المحلات الشعبية المزروعة على ضفتي نهر الحلة الذي يخترق جسد المدينة، كالسهم، ويقسمها الى صوبين صغير وكبير، أعادوا بناء بيوتهم الطينية وهم يتفرسون يوميا بوصايا الاجداد، من دون أن يفكوا ألغازها، المنقوشة على الطابوق المفخور. اختار الأجداد انشاء محلة الوردية في الصوب الصغير، أول ما ظهرت المحلة الى الوجود برز بين ساكني المحلة إسم آل عفريت، كانوا رجالا أشداء، لا أحد يعرف من أين أتوا. البعض يقول أنهم من بلاد الشام وآخرون يقولون انهم بقايا الغزو المغولي التتري الذي اكتسح البلاد والعالم منذ ما يقرب من تسعمئة عام، ما يعزز الرأي الثاني أن وجوههم عريضة مفلطحة وعيونهم صغيرة وانوفهم عريضة بفتحات واسعة. لن يختلف اثنان حين يدققان في تقاطيعهم وبنية اجسادهم بأصلهم المغولي، لكن العفريتين يجادلون وربما يرتبكون الجرائم ضد كل من يشكك بنسبهم ويقولون أنهم إنحدروا من سلالة بابل وأنهم أحفاد بررة للآلهة والملوك. العفريتيون من يوم سكنوا محلة الوردية نصبوا أنفسهم أسيادا على الاخرين، لهم الرأي والمشورة وأشاعوا أن طينة جيناتهم مباركة ومقدسة وشرعوا أن يكون مختار المحلة منهم. إعترض في البداية من إعترض ولكن بشراستهم وقسوتهم وعنادهم استطاعوا أن يسنّوا قوانينا للمحلة لن يستطيع أحد خرقها أو العبث بها ومن يجلس منهم على كرسي المختارية يطلقون عليه إسم العفريت الكبير، تحيطه صفوة منتقاة من رجال المحلة يوفرون له ما يريد وينفذون أوامره بحذافيرها. اشتغل أجدادي وحتى أبي أتباعا للعفريتين الكبار، من يعمل بالحلقة القريبة من العفريت الكبير تكون حياته بطعم المن والسلوى، يُهاب من قبل الجميع، تصله حصته من المال والملذات حد باب بيته، أنا واخوتي لم نشعر يوما بالعوز والحرمان، بطوننا ممتلئة من الطعام وملابسنا فاخرة وجيوب قمصاننا الشفافة تفضح الاوراق النقدية الكبيرة وحتى العملات الأجنبية على الرغم من أن أبي لا يمارس عملا سوى حظوته وقربه من العفريت الكبير. رجال المحلة ونساؤها يشْقون من الصباح الباكر وحتى يغيم وجه السماء بالظلام وكل ما عليهم أن يسددوا بعضا من تعبهم الى العفريت الكبير وحاشيته مقابل أن يمنحهم المهابة في المدينة ويمنع تجاوز أبناء المحلات الاخرى عليهم فصيت آل العفريت وجرأة بطشهم بأعدائهم أجبر مخاتير وساكني المحلات في الصوبين أن يخروا صاغرين أمامهم وأن لا يكونوا أندادا لهم أو يفكروا، مجرد تفكير حتى ولو في الأحلام، بازعاجهم أو الدخول في شجار معهم. كان مجرد ذكر اسمهم في المدينة حتى تلهج الالسن بمدحهم وتسطير كراماتهم وذكر بطولاتهم وصولاتهم وكرمهم التي تحفل بها كتب التاريخ وأتخمت بها ذاكرات الناس. أنا كنت في الدائرة القريبة لآخر عفريت كبير والمتزوج من إبنة عمه، لم يرزق العفريت الا صبيا سمينا أبلها، ترك المدرسة لأنه لا يفقه شيئا ولم يعلق في عقله حرفا واحدا من كلام المعلمين وشروحهم التي تزدحم بها سبورات صفوفهم. ابتدأ يخالط من هو أكبر منه سنا. في ليال كثيرة كان يأتي الى بيت أبيه والدم ينزف من كل فتحات جسده. العفريت الكبير يقف في وسط المحلة ويسب أبناءها ويتوعدهم بالويل والثبور إن تعرف على أي من الشباب إقترف هذا الفعل الاجرامي الشنيع بحق ولده القاصر الصغير. كنت حافظا لسر العفريت الكبير وهو يثق بي لأن أبي وأجدادي خدموا أباه وأجداده لقرون من الزمن، همست في أذن العفريت الكبير..

_ ايها المختار المبجل ، لماذا تركت العفريت الصغير يخرج من البيت..؟

أجاب وهو يغلي من العصبية والغضب..

_ نسيت أن أغلق باب البيت بالمفتاح حين خرجت الى المقهى، إنسل من البيت وتلقفه المجرمون وأخذوه الى الخرائب وحصل الذي حصل، هذه ليست المرة الاولى، إنهم يراقبون غفلتي ونسياني، لن يفلتوا من عقابي..

سألته وأنا أعرف مسبقا جوابه..

_ لماذا لم تعرضه على الاطباء كي يعالجوا البله في عقله..؟

أجاب وقد نبعت الدموع في عينيه..

_ لقد ذهبت به الى كل الاطباء، قالوا لي أن خلله جيني لا علاج له، قد يكون الزواج من الاقارب سببا له، لو أن العقل يُباع لاشتريته له، إبني ولد بعقل ناقص..

دخلت يوما على العفريت الكبير في بيته، بناء على طلبه، كان جالسا في باحة الدار وعبوسا. على الرغم من أن نسمات الهواء في ذلك اليوم الربيعي قادرة على أن ترخي من شدّ أي وجه منقبض. كان البيت ساكنا كمقبرة، لا تحوم فيه، كالدبابير، سوى الانفاس القلقة المضطربة ونظرات نسائه المتلصصة من بين سُتر الشبابيك المغلقة، عرف عن آل العفريت حبهم للنساء وزواجهم بأكثر من واحدة وقد تصل الى اربع زيجات عدا ما يصفط رجال المحلة، من بناتهم اليافعات الغضات حين يكتمل بناء أجسادهن، للعفريت الكبير تقربا منه وإشباعا لمتعته. كانت عيونهن تلمظ كالقطط في سواد الليل. جلست بقربه بعد أن أشار لي بالجلوس، كان يعلو وجهه شحوب مخيف أصفر زادته لحيته البيضاء إيغالا بالصفرة، لم أستطع أن أميز هل هو مرض إستوطن خلاياه إمتص رحيق عافيته أم بركان غضب يدوي ينذر بالانفجار أم الأثنين معا، قال لي..

_ اسمع نجاح، لقد ذهبت الى الطبيب واخبرني بأني مريض بداء خبيث، أشعر بأن الموت ينفذ كل يوم في خلايا جسدي، ما يحزنني ليس الموت الذي أشعر به قريبا اليّ كحبل الوريد ولكنه الخوف على مصير آل العفريت وقد خُتِمت سلالتهم بولدي العفريت الصغير الأبله، هذا المعتوه سيمسح كل تاريخنا وقد يشجع الاخرين من المتربصين بالمختارية الى الانتقام من آل العفريت، خوفي أن تنبش قبورنا وتعطى عظامنا الى الكلاب كي تأكلها..

قربت رأسي منه فقد كانت مكانتي لديه كبيرة، كان يسبقني بعشرين عاما، وطيلة خدمتي اياه تعامل معي وكأنني إبنه، هذا ما كان يهمس به لي دائما. كنت موطن أسراره، ظله، إذنه التي تلتقط له كل كلام وهمس يدور في المحلة وقد منحني الثقة أن أعبر اليه دون الحاجة الى أن يضع أمامي خطوطا حمر.. 

_ ما هذا الكلام ايها المختار المبجل..؟ يبقى ذكركم حيا مدى التاريخ..

ارتسمت ضحكة شاحبة على شفتيه اليابستين..

_ ذكرنا..! سيمسح إبني اللعين كل ذكرنا، أنا على يقين من ذلك، العقل والفطنة والذكاء هي من تبقي التاريخ حيا أبدا ، وأنت تعرف أن عفريتي الصغير، الذي لم أرزق غيره على الرغم من نسائي الكثيرات، لا عقل له..

قلت مواسيا وصادقا في كلامي معه وراغبا ان أمد له يد العون وأنا أراه غارقا في محنته..

_ وما المطلوب مني أيها المختار المبجل..؟

نظر إلي، لم يستطع أن يحبس دموعه أكثر، تجمعت مياهها في وديان غضون وجهه وتعلقت قطرات على أطراف شعيرات لحيته ..

_ أريدك أن تخلق من إبني المسخ عفريتا كبيرا..؟

أجبته بعد تفكير..

_ كيف أيها المختار المبجل وأنت تعلم بأنه ليس سويا..؟

وهو يتنفس بصعوبة ولكنه استطاع أن يبلغني رسالة الى جانب  جهاده النفسي في نطقها..

_ بذكائك ودهائك إصنع منه عفريتا كبيرا..أنا احببتك، أنت تملك صفات وفراسة لا يمتلكها غيرك، أنت ستكون مسؤولا عنه، لا تنسى إن بقي كالدمية الصغيرة الخرساء ستخسر يا نجاح، وأنت الاقرب الينا، وتدفع ثمنا غاليا ويصيبك ربما اكثر مما يصيب آل العفريت الاحياء منهم والأموات ..

طمأنته وأنا أمسك بيده الباردة الشبحية وأرى الدم بطيئا كسولا في أوردتها النافرة الزرقاء.

_ حسنا، سأكون مسؤولا عنه،كل ما أطلبه منك يا مولاي مختاري المبجل أن تمنع العفريت الصغير من الخروج من البيت وتسجنه في غرفة وتحرم أيا كان الدخول اليه سواي ومن النساء من تخدمه وأنا سأجعل منه عفريتا كبيرا..

في كل يوم يمر، وحالة العفريت الكبير الصحية تزداد سوءا، أرى في نظرات العيون تململ افراد بعض العوائل في المحلة ممن يرغبون أن يتولوا المختارية لعلمهم أن العفريت الصغير لا يمكن أن يخلف أباه إن توفي فهذه المحلة العريقة في القدم لا يمكن أن يحكمها مجنون، لكن ما أثار استغرابهم ونثروا أسئلتهم في الطرقات والمقاهي وغرف البيوت أنهم لم يروا العفريت الصغير منذ سنين حتى أن كثيرا منهم تجرأ، بعد الاعتذار الشديد، وسألني.

_ أستاذ نجاح، ما أخبار العفريت الصغير..؟

أجبتهم وابتسامة واثقة على وجهي تجعل كلامي أشد وقعا على قلوبهم المرتجفة..

_ العفريت الصغير اليوم إنسانا آخر، إنه يتلقى علوما خاصة ودروسا على يد أمهر الاساتذة، إنه عبقري موهوب بإعتراف معلميه، إن رأيتموه اليوم لن تعرفوه، لن يقل حكمة ومهابة وربما يزيد عن أبيه واجداده..

إنسحب أبناء المحلة وهم غير مصدقين ما سمعوا، كيف يصح أن مجنونا ولد بنصف عقل وأقل ممكن أن تعالجه الدروس وترجعه انسانا سويا..؟ لكن لا أحد يفكر أن يتمادى في السؤال أكثر ليقينه أن العفريت الكبير مازالت أنفاسه تلتصق على جدران الأزقة وتلون بالصدأ الاخضر العفن، كأجداده، مسامير لغة سومر العتيقة، قدم الارض، في طابوق بيوتنا وجعلتها عرضة للتآكل والمحو. رائحة نتنة كان يشمها أبناء المحلة عن بعد تدفن كل جنين أمل يرفس في الصدور. الورديون يرهفون السمع لوقع خطى العفريت الكبير المتعثرة تصدى في درابين المحلة الضيقة وصوت عكازته وهي تنقر الارض الترابية تلفح عجائز الرجال الذين يجازفون ويقامرون أن يجتازوه وهو في طريق ذهابه الى مسجد المحلة، طلبا للتوبة والمغفرة، أو عودته منه. العبودية مرض قد يشفى منه العبيد بمرور الأيام، الجميع كان يعد الأيام منتظرا رحلة العفريت الكبير الأبدية، عندها سيكونون وجها لوجه أمام العفريت الصغير الذي مازالت صورته في أخيلتهم وهو يجري في طرقات المحلة عاري الصدر، حافي القدمين والمخاط واللعاب يرسمان تضاريسا وممرات مائية رطبة ويابسة على وجهه. صحيح أنهم لم يروه منذ سنين ولكنه سيبقى خبلا صغيرا في نظرهم، سينتقمون منه وينتزعون المختارية من آل العفريت ويرمونهم خارج المحلة وينبشون آثارهم وأسماءهم وعظامهم من بيوت المحلة ويرمونها في أقرب مزبلة تأكلها الكلاب والحيوانات الجائعة الضالة..

في صبيحة يوم شتائي، وقبل آذان الفجر، صاح مؤذن مسجد المحلة في سماعته التي توقظ الموتى، طالبا من أبناء المحلة النهوض من فرشهم الدافئة والتهيؤ للفاجعة، لقد وجد المختار المبجل العفريت الكبير مقتولا في فراشه. هبّ الناس مذعورين من أسرتهم ودبق النعاس ما زال يطبق أجفان عيونهم، بريق خاص ومض في العيون والافواه اندلقت ألسُنها. من يجرأ على قتل العفريت الكبير..؟ خَرجتُ الى الزقاق وأنا حافي القدمين، لم يكن بيتنا يبعد كثيرا عن بيت المختار، الباب كانت مفتوحا ولا أحد يجرأ على دخول الدار فما زالت الرهبة منه وهو في أحضان الموت تقيد الاقدام وتكبلها، صراخ نسائه الثكالى يشق طبقات السماء يوقع في القلوب رهبة ثقيلة، البكاء والعويل في الليل أشدا فتكا في النفوس منه في النهار، هما يزيدان وحشة الظلمة وينبتان شعورا بالوحدة والبؤس..دخلت الى البيت، أنا الوحيد الذي يحق لي الدخول دون استئذان، لم يمنعني شابان طويلان يقفان عند جانبي الباب فيهما ملامح آل العفريت، كانا يهشان كل من يقترب من باب الدار، وجدت العفريت الكبير غارقا بدمائه مذبوحا من الوريد الى الوريد. في الغرفة ثلاث من نسائه وهن متشحات بالسواد يلطمن صدورهن ويخرمشن خدودهن،لم أصدق ما أراه لكن شرود نظراتهن خارج الغرفة ولوعتهن زرعتا في قلبي شكوكا كثيرة. خرجت من غرفة الأب مسرعا ودخلت غرفة العفريت الصغير، كانت تعابير وجهه حيادية، يلبس السواد ويقف أمام المرآة وهو يعدل هندامه، وقفت أمامه والحيرة تتقاذفها يداي الممدودتان..

_ من الذي قتل المختار المبجل..؟

أجابني بعصبية..

_ ححححححبيبي، ما أأأأدري...أأأأأأأأأأ هواي ناس يكرهونا..ما تخلصون مني..

انتبهت، كنت أنا مرمى لكرات كلامه، عدلت هندامه والبسته العباءة ووضعت غطاء المختارية على رأسه الشبيه بالعِمّة، حاولت أن أهدأ من روعي قبل أن أخاطبه..

_ أنا اسف انقطاعي عنك منذ أشهر لانشغالي بمرض أبيك المختار المبجل، كل ما أطلبه منك أن تطبّق ما حفظت من دروسي طيلة هذه السنين، أنا على يقين أن أبناء المحلة سينقادون اليك وقد نشرت قصصا خرافية عن خُطبك وحكمك ومآثرك وفنونك في قهر اعدائك. بدأ ابناء المحلة يتناقلونها ما بين ركع صلاتهم في المسجد وعلى تخوت المقاهي وفي أسرة نومهم، ستكون المختار المبجل الجديد وبلا منافس..

_ لالالا أأأأحد يعلّم آل آل آل العفريت...نحن نحن نعلم أأأأألناس. أأأأعرف حدودك يايايايا نجاح ججججيدا..

رمقني بنظرة لم أفهم مغزاها حد هذه اللحظة، خرج من الغرفة وهو يترنح كالبطة  واندلق زيق دشداشته السوداء من فرط سمنته. كنت أحجل وراءه وأثبت العباءة على كتفيه التي كادت أن تسقط على الارض عدة مرات. لم يلتفت الى نواح وأدعية النساء المفجوعات وهن يستنجدن بالله وهو حسبهن ووكيلهن وناصرهن على كل قاتل وظالم. خرجنا من باحة الدار، ما أن طرقت قدماه أرض الزقاق حتى أحاط به الرجلان اللذان كانا يقفان عند باب البيت، لم أكن قد شاهدتهما في المحلة من قبل، وقد اعتدنا أن يحيط المختار المبجل دائرة من رجال المحلة المعروفين يرافقونه في ذهابه ومجيئه. يبدو أن هناك همسا في أذنه، زمن انقطاعي عنه، أن تكون للمختار حماية خاصة ليس من أبناء المحلة. عند وصولنا الى المسجد الذي سيحمل منه نعش المختار المذبوح. كان شخص غريبا أمردا يضع غطاءا أبيض على رأسه، يقف عند الباب ما أن لمح العفريت الصغير قادما، وهو يتعثر بطيات لحمه وشحمه والبلادة، رغم محاولته قمعها، تخطر بثقة واصرار تفضحها كل تقاطيع وجهه، علا صوته مرحبا بالمختار الجديد سليل آل العفريت والمحروس بالصلوات على الرسول الكريم، ما حصل أمامي لم أكن قد رسمته له أو فكرت فيه يوما، نعم دربته على المشي، وماذا يلبس ومتى يتكلم وكيف يتعامل مع أبناء المحلة، أما رسم الأبهة وزرع الأتباع والمريدين فهذا ما صفعني به وأذهلني خاصة حين دخلنا المسجد ورأيت كيف أن أناسا يغصّ بهم المكان يشبهون العفريت الصغير في كل شيء وكأنهم نسخة منه منعكسا في مرايا المسجد الكثيرة. إنحنوا على يديه تقبيلا ولثموا تراب قدميه، ما شجع البعض من أبناء المحلة أن يحذوا حذوهم. عند وقوفه في محراب المسجد، كانت نظراته التي لا ترى شيئا تائهة في الفراغ الملغوم بالفوضى أمامه وأعين الجميع من حوله مغروسة بذل وخشوع بأرض المسجد..

الآن أنا مسجون في غرفة لا أعرف أين تقع مع عدد من ابناء المحلة ممن تجاسرت أخيلتهم المريضة يوما ما أن يكونوا مختارين للمحلة، لا أعرف ما الذي ينتظرنا ولكن الحرس أخبرنا بأن المختار الجديد حافظ ارث آل العفريت ورمز فخرهم الأبدي وشيخ المختارين حتى قيام الساعة سيصدر، عن قريب، حكما بحقنا وبحق كل من يجتاز خطوطه الحمر..

عرض مقالات: